حرب المجتمع على المخدرات

مشاركة الصفحة


الملازم

فهد‭ ‬بن‭ ‬نور‭ ‬الحربي

المخدرات‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬الإدمان،‭ ‬وتسمم‭ ‬الجهاز‭ ‬العصبي،‭ ‬ويصل‭ ‬ضررها‭ ‬الجسيم،‭ ‬إلى‭ ‬كافة‭ ‬أجهزة‭ ‬الجسم‭ ‬ووظائفه‭ ‬الحيوية،‭ ‬وتجعل‭ ‬من‭ ‬المدمن‭ ‬عآلةً‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬وأسرته‭ ‬ومجتمعه‭.‬

وتتنوع‭ ‬المواد‭ ‬المخدرة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الطبيعية‭ ‬مثل‭: (‬القات،‭ ‬والأفيون،‭ ‬والمورفين،‭ ‬والحشيش،‭ ‬والكوكايين‭… ‬وغيرها‭)‬،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬اصطناعية‭ ‬مثل‭: (‬الهيروين،‭ ‬والأمفيتامينات‮…‬‭ ‬وغيرهما‭)‬،‭ ‬وأيضًا‭ ‬الحبوب‭ ‬المخدرة‭ ‬والمذيبات‭ ‬الطيارة‭.‬

ويعد‭ ‬تعاطي‭ ‬المخدرات‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬الآفات‭ ‬التي‭ ‬اُبتليت‭ ‬بها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬الحالي،‭ ‬فقد‭ ‬انتشرت‭ ‬بشكل‭ ‬مخيف،‭ ‬وأثرت‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الفرد‭ ‬النفسية‭ ‬والبدنية،‭ ‬وغيّرت‭ ‬من‭ ‬طريقة‭ ‬تفكيره‭ ‬وسلوكياته،‭ ‬ولم‭ ‬تقتصر‭ ‬أضرار‭ ‬المخدرات‭ ‬على‭ ‬الفرد،‭ ‬بل‭ ‬امتدت‭ ‬لتشمل‭ ‬الأسرة‭ ‬والمجتمع‭ ‬بأسره،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬خطر‭ ‬شيوع‭ ‬الفساد‭ ‬الأخلاقي،‭ ‬والعنف،‭ ‬والجريمة‭.‬

وأمام‭ ‬هذا‭ ‬الخطر‭ ‬الداهم،‭ ‬تبذل‭ ‬المملكة،‭ ‬بتوجيهات‭ ‬من‭ ‬سيدي‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز،‭ ‬ومتابعة‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬عهده‭ ‬الأمين‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الامير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬ــ‭ ‬يحفظهما‭ ‬الله‭ ‬ــ‭ ‬جهوداً‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬ظاهرة‭ ‬المخدرات،‭ ‬حيث‭ ‬استطاعت‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬الوقوف‭ ‬أمام‭ ‬تهديداتها‭ ‬ودرء‭ ‬خطرها،‭ ‬وضبط‭ ‬مهربيها‭ ‬ومروجيها،‭ ‬وإحباط‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬عملياتهم‭. ‬كما‭ ‬سعت‭ ‬قيادتنا‭ ‬الحكيمة‭ ‬ــ‭ ‬أيدها‭ ‬الله‭ ‬ــ‭ ‬إلى‭ ‬توحيد‭ ‬الجهود‭ ‬وتكثيف‭ ‬العمل‭ ‬التوعوي؛‭ ‬للحدّ‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬المخدرات‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتكوين‭ ‬وعي‭ ‬صحي‭ ‬واجتماعي‭ ‬وثقافي‭ ‬وقائي‭ ‬رافض‭ ‬لتعاطيها،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحقيق‭ ‬التناغم‭ ‬والانسجام‭ ‬وتنسيق‭ ‬الجهود‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬والأهلية‭ ‬لتمكين‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مكافحته‭.‬

إنّ‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬المخدرات‭ ‬ليست‭ ‬حرب‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية‭ ‬وحدها،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬وشرائحه‭ ‬توحيد‭ ‬جميع‭ ‬الجهود‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬الاختصاص،‭ ‬للوقوف‭ ‬سدّا‭ ‬منيعًا‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬هذا‭ ‬الداء‭ ‬الخطير،‭ ‬الذي‭ ‬يهدد‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمع‭.‬

حفظ‭ ‬الله‭ ‬بلادنا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شرّ‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادتها‭ ‬الرشيدة‭ ‬ــ‭ ‬أيدها‭ ‬الله‭ ‬ــ‭.‬