وزارة الحرس الوطني خطواتٌ ثابتةٌ على مسار التوطين

​​​​​

انطلاقًا من حرص حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ــ يحفظهما الله ــ على تنظيم معرض عالمي يكون ضمن أفضل المعارض المتخصصة في صناعة الدفاع والأمن في العالم، وتأكيدًا على أن تكون المملكة مركزًا عالميًا لتنظيم المعارض في المجالات كافة، وخاصة مجال الصناعات العسكرية؛ فقد افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للصناعات العسكرية معرض الدفاع العالمي 2024، والذي احتضنته الرياض خلال الفترة من (23 إلى 27) رجب 1445هـ. وذلك بمشاركة أكثر من (773) جهة عارضة تمثل أكثر من (75) من دولة، بالإضافة إلى مشاركة وحضور عدد من الأجهزة الحكومية، وكبرى الشركات المحلية والعالمية في قطاع صناعة الدفاع والأمن، ومن القطاعات الأخرى ذات العلاقة بقطاع الصناعات العسكرية والدفاعية.

 

وقد شهد المعرض مشاركة وزارة الحرس الوطني من خلال جناح (P14) قاعة (2)، حيث استعرض جناحها أهم منجزاتها في مسار توطين قدراتها الأمنية والعسكرية الحالية والمستقبلية، ونقل المعرفة لمواكبة أحدث التطورات، وتعزيز قيمة الاستثمار الصناعي في مجال الدفاع، وذلك بإتاحة فرص التعاون المشترك بينها وبين الجهات المصنعة للمعدات العسكرية المحلية والدولية. كما استعرضت الوزارة في جناحها أحدث التقنيات المتطورة في الاتصالات، وعرض لأبرز أنظمة التسليح وأحدثها من خلال الشاشات التفاعلية.

سمو وزير الحرس الوطني يزور المعرض ويوقع عددًا من العقود ومذكرات التفاهم

وقد زار صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، يوم الاثنين 24 رجب 1445هـ، جناح وزارة الحرس الوطني. واطّلع سموه على ما يحتويه الجناح من منجزات في مسار توطين قدرات الوزارة الأمنية والعسكرية الحالية والمستقبلية، كما تجوّل سمو وزير الحرس الوطني في عددٍ من الأجنحة المحلية والدولية المشاركة في المعرض العالمي.

وعلى هامش المعرض، وقّع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، عددًا من العقود ومذكرات التفاهم مع عددٍ من الشركات العالمية والوطنية، جاءت على النحو التالي:

ــ مذكرة تفاهم مع شركة تقنية علم للتطوير والاستثمار الصناعي لتوطين صناعة أنظمة الطائرات بدون طيار، وأنظمة الاستجابة للهجمات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، ومع شركة (إنترا) للتقنيات الدفاعية بشأن توطين صناعة أنظمة الطائرات بدون طيار والتعاون في مجالات التشغيل والإسناد والتدريب والصيانة والتطوير في مجال أنظمة الطائرات المسيرة.

ــ ثلاثة عقود مع كل من: شركة كي إن دي إس (KNDS) لتوريد الذخائر التي بلغت نسبة المشاركة الصناعية لتوطينه ما يقارب 62%، ومع شركة (أضواء النماء) لتوطين صيانة وتشغيل ميادين وزارة الحرس الوطني، ومع شركة (رايمنتال العربية) لتوطين صيانة وتشغيل مشبهات الأنظمة الأرضية للوزارة.

وتأتي هذه العقود ومذكرات التفاهم ضمن إطار تحفيز توطين قطاع الصناعات العسكرية في المملكة، وتوطين عمليات الشراء الخاصة بتسليح وزارة الحرس الوطني، وتوطين القدرات المناسبة لاحتياج الوزارة بما يدعم الجاهزية العملياتية والقتالية للوزارة، وتوفير المزيد من فرص العمل للشباب السعودي، والعمل على توفير شبكة للخدمات والدعم الفني للصناعات العسكرية، والاستفادة من القدرات المحلية وتطويرها، ودعم استراتيجيتها الهادفة لبناء قطاع صناعات عسكرية محلية ومستدامة.

معرض الدفاع العالمي.. وأحدث التقنيات والابتكارات الواعدة في مجال الدفاع والأمن

وبالعودة للحديث عن معرض الدفاع العالمي، الذي جاء تحت شعار: (للغد نستعد)، فقد اجتمعت على أرضه مخرجات صناعة الدفاع والأمن لأكثر من (75) دولة، والتي تتسم بتقنياتها الحديثة ونوعية الابتكار في مشهد يعكس الرؤى الاستراتيجية للمعرض بغية تعزيز التعاون الدولي، فعلى مساحة المعرض توزعت مختلف الجهات المشاركة، مبرزة أحدث ما توصلت إليه في مجال صناعة وتطوير المركبات البرية والمدرعة، والطائرات المقاتلة، والأنظمة الجوية والأرضية، والطائرات بدون طيار.

وقد أكّد الرئيس التنفيذي لمعرض الدفاع العالمي (أندرو بيرسي)، أنّ المعرض أبرز أحدث الابتكارات في مختلف المجالات الدفاعية، خاصة في مجال الطائرات حيث أسهم مطار المعرض والمرخص من الهيئة العامة للطيران المدني (GACA)، ويشمل: برج مراقبة، ومدرج بطول (2700) متر، إضافة إلى أربعة ممرات في تحسين تجربة الجهات العارضة عبر تسهيل وصول الطائرات من مختلف الجهات المصنعة دوليًا، في حين وفرت منصات وقوف الطائرات منطقة للعروض المباشرة.

وبيّن أن المعرض شهد بشكل يومي عروضًا جوية لفريق الصقور السعودية، مبدين مهاراتهم وقدراتهم الرائدة عبر تشكيلات منوعة في سماء المعرض، في الوقت الذي حلقت أمام العارضين والزوار طائرة (كالدس) B250 Calidus B250 ذات المحرك التوربيني المصنوعة من ألياف الكربون، والطائرة القتالية (يوروفايتر تايفون) (EurofighterTyphoon) التي تتميز بأجنحتها من طراز (دلتا)، إضافة إلى طائرة (Dassault Rafale C) الفرنسية، وطائرتين مقاتلتين من طراز (F ــ 15)، فيما قدمت القوات الجوية الباكستانية ثلاث طائرات مقاتلة متعددة المهام (جيه إف  ــ17  ثندر) JF-17 Thunder). وأشار إلى أن العروض اليومية تتضمن استعراض قدرات الطائرات بدون طيار، ومنها طائرات (Red Cat Teal2)، و(Firejet M180)، و(Skydio X10D) التي أبرزت جوانب من كفاءاتها.

ولفت الانتباه إلى أن العروض المتنوعة التي تضمّنها المعرض تسهم في تقديم فهم واضح للقدرات والإمكانات العسكرية الحديثة، الأمر الذي جاء ضمن مساعي المعرض المتمثلة في تطوير الرؤى الاستراتيجية وتعزيز التعاون الدولي في قطاع صناعة الدفاع.

وعن برنامج: (رحلة إلى المستقبل) ضمن البرنامج اليومي العام للمعرض، قال الرئيس التنفيذي للمعرض: «يتيح البرنامج الاطلاع على التقنيات والابتكارات الواعدة في مشهد صناعة الدفاع والأمن، ومنها أحدث المعدات المستخدمة في مجال الفضاء (Azalea LEO Satellite Cluster) المقدم من شركة (BAE systems Digital Intelligence)، بالإضافة إلى تقنية (Futuristic UCAV) المقدم من (SAMI Aerospace) الجوية، فيما قدمت شركة (MRN Systems) أول روبوت يستخدم في تعزيز تطبيقات الدرونز باسم (MULTIPURPOSE DRONES SYSTEMS)، وغيرها من الابتكارات المميزة.

معرض الدفاع يختتم أعماله بعقود مليارية

وقد اختتمت النسخة الثانية من معرض الدفاع العالمي، مسجلة توقيع (61) عقد شراء بقيمة (26) مليار ريال سعودي، فيما شهد المعرض مشاركة (773) عارضًا، و(441) وفدًا رسميًا يمثّلون (116) دولة، وحظي بزيارة (106) آلاف زائر، كما تم توقيع (73) اتفاقية منها (17) اتفاقية مشاركة صناعية تمت طوال أيام المعرض.


ورفع معالي محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد بن عبدالعزيز العوهلي، الشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ يحفظه الله ــ نظير الرعاية الكريمة لهذا الحدث العالمي، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للصناعات العسكرية ــ يحفظه الله ــ، على اهتمامه المتواصل ومتابعته المستمرة، التي كان لها عظيم الأثر في تحقيق نجاح المعرض، بما يعكس رغبة القيادة في تنظيم معرض عالمي متخصص ضمن أفضل معارض الدفاع والأمن في العالم، إلى جانب توطين 50% من الإنفاق على الخدمات والمعدات العسكرية وفق توجهات رؤية المملكة 2030.

وأعرب عن تقديره وشكره لجميع الجهات الحكومية والشركات المحلية والعالمية المشاركة في النسخة الثانية من المعرض، مؤكدًا أن المعرض نجح في ربط قادة الصناعة والمبتكرين من جميع أنحاء العالم بشكل فعّال، مشيرًا إلى أن هذه النسخة فتحت الأبواب أمام الأسواق العالمية لدخول سوق صناعة الدفاع والأمن في المملكة، كما أصبح المعرض منصة عالمية فعالة لتحقيق التواصل وتبادل المعرفة وبناء العلاقات التجارية في جميع أنحاء العالم، والتعرف على أحدث الابتكارات والتقنيات في هذه الصناعة.

يذكر أن المعرض تضمن مجموعة من البرامج المميزة، التي أسهمت على مدار خمسة أيام في إثراء صناعة الدفاع والأمن، مثل: منصة الدفاع للفضاء، ومنصة مستقبل الدفاع، وبرنامج المرأة في الدفاع، وبرنامج مواهب المستقبل، وغيرها من البرامج التي أبرزت أهم الإنجازات، وناقشت أهم التحديات ومهدت الطريق للتعاون والنمو المستقبلي في صناعة الدفاع.