اليوم الوطني.. تلاحم وأمن ووفاء

​​​

أ‭. ‬د‭. ‬علي‭ ‬بن‭ ‬فايز‭ ‬الجحني
وكيل‭ ‬جامعة‭ ‬الأمير‭ ‬نايف‭ ‬العربية‭ ‬سابقًا

يجيء‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬والوطن‭ ‬يعيش‭ ‬ــ‭ ‬بحمد‭ ‬الله‭ ‬ــ‭ ‬نهضة‭ ‬شاملة‭ ‬تسابق‭  ‬الزمن‭ ‬لبلوغ‭ ‬أرقى‭ ‬المستويات،‭ ‬وتحقيق‭  ‬أكبر‭  ‬المنجزات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭  ‬تحقق‭ ‬للمواطن‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭ ‬مما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نقف‭ ‬أمامها‭  ‬إكبارًا‭ ‬وإجلالًا‭.‬
من‭ ‬المعلوم‭ ‬أنه‭ ‬قبل‭ ‬توحيد‭ ‬الوطن‭ ‬كانت‭ ‬الأوضاع‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬السوء،‭ ‬إذ‭ ‬ليس‭ ‬للأمن‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬وجود،‭ ‬ولا‭ ‬للدماء‭ ‬المعصومة‭ ‬من‭ ‬حرمة،‭ ‬ولا‭ ‬للحياة‭ ‬من‭ ‬قيمة،‭ ‬وامتدت‭ ‬المعاناة‭ ‬إلى‭ ‬حجاج‭ ‬بيت‭ ‬الله‭ ‬الحرام‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬أهالي‭ ‬الحجاج‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬كانوا‭ ‬يودعون‭ ‬أقاربهم‭  ‬الذاهبون‭ ‬لأداء‭ ‬فريضة‭ ‬الحج‭ ‬وكأنهم‭  ‬ماضون‭ ‬إلى‭ ‬حتفهم،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يعلمون‭ ‬إن‭ ‬كانوا‭ ‬سيعودون‭ ‬فعلًا‭ ‬إلى‭ ‬أهلهم‭ ‬سالمين‭ ‬أم‭ ‬لا‭.. ‬فالطريق‭ ‬طويل،‭ ‬ومحفوف‭ ‬بالمخاطر،‭ ‬وقطاع‭ ‬الطرق‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬يتربصون‭ ‬بقوافل‭ ‬الحجيج،‭ ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬عادوا‭ ‬سالمين‭ ‬من‭ ‬رحلة‭ ‬المعاناة،‭ ‬فإنها‭ ‬تقام‭ ‬لهم‭ ‬الزينات‭ ‬والأفراح،‭ ‬ويقبلون‭ ‬عليهم‭  ‬الناس‭ ‬يهنئونهم‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬وفقوا‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬عبادة‭ ‬الله،‭ ‬ومن‭ ‬سلامة‭ ‬عودتهم‭ ‬إلى‭ ‬أوطانهم،‭ ‬وكأنهم‭ ‬ولدوا‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬ولذا‭ ‬كان‭ ‬يتردد‭ ‬قولهم‭: ‬‮«‬الذاهب‭ ‬للحج‭ ‬مفقود‭ ‬والعائد‭ ‬منه‭ ‬مولود‮»‬‭. ‬
وفي‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬الفوضوية‭ ‬المتردية‭ ‬قيّض‭ ‬الله‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬ابنًا‭ ‬بارًا‭ ‬من‭ ‬أبنائه‭ ‬البررة،‭ ‬وقائدًا‭ ‬عبقريًا‭ ‬ملهمًا،‭ ‬إنه‭ ‬الملك‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬ــ‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬ــ‭ ‬فانبثق‭ ‬فجر‭ ‬جديد،‭ ‬وحول‭ ‬بتوفيق‭ ‬الله‭ ‬وعنايته‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬بؤرة‭ ‬جحيم‭ ‬وظلام‭ ‬دامس‭ ‬وجهل،‭ ‬وخوف‭ ‬وفتن‭ ‬إلى‭ ‬كيان‭ ‬قوي‭ ‬موحد‭ ‬ومترابط‭  ‬يعيش‭  ‬أبنائه‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬وحياة‭ ‬كريمة‭ ‬لايضاهيه‭ ‬فيها‭ ‬أي‭  ‬مجتمع‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭.‬
ونهضت‭ ‬القيادة‭  ‬بشعبها‭  ‬ووفرت‭ ‬له‭ ‬الأمن‭ ‬والحياة‭ ‬الكريمة،‭ ‬وباستتباب‭ ‬الأمن،‭ ‬انطلقت‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬والتطور‭ ‬والتنمية،‭  ‬فالأمن‭ ‬والتنمية‭ ‬وجهان‭ ‬لعملة‭ ‬واحدة،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬لأحدهما‭ ‬عن‭ ‬الآخر،‭ ‬وقد‭ ‬أصبحت‭  ‬المملكة‭ ‬مثال‭ ‬حي،‭ ‬ونموذج‭ ‬أسمى‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬الأمن‭  ‬والتنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭  ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قياسي‭.‬
‭ ‬وبمناسبة‭  (‬ذكرى‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني‭) ‬نحيي‭  ‬أبطالنا‭:  ‬أبطال‭ ‬الأرض‭ ‬وفرسان‭ ‬الوطن‭ ‬وأسود‭ ‬العرين،‭ ‬وحماة‭ ‬الثغور‭ ‬والحدود،‭  ‬وعناوين‭ ‬الشرف‭ ‬والأخلاق‭ ‬رجال‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬والميادين‭  ‬التي‭ ‬يسهرون‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬أمن‭  ‬البلاد‭ ‬وراحة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬بتوجيهات‭ ‬ومتابعات‭  ‬مستمرة‭  ‬من‭ ‬ولاة‭ ‬الأمر‭  ‬أعزهم‭  ‬الله‭.‬
وفي‭ ‬وقفة‭ ‬تأمل‭  ‬نجد‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬تعرضت‭ ‬المملكة‭ ‬إلى‭ ‬هجمة‭ ‬شرسة،‭ ‬وحملة‭ ‬تشويه‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬وتنظيمات‭ ‬وعملاء‭  ‬وخونة،‭ ‬بهدف‭ ‬النيل‭  ‬من‭ ‬الثوابت‭ ‬السعودية،‭ ‬ولكن‭ ‬محاولاتهم‭  ‬خابت‭ ‬وبائت‭ ‬بالفشل‭ ‬والخسران،‭ ‬أمام‭ ‬التلاحم‭ ‬السعودي‭ ‬الصامد‭ ‬بين‭ ‬القيادة‭ ‬والشعب،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منهم‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬اتجهوا‭ ‬إلى‭ ‬محاولات‭ ‬شريرة‭ ‬للنيل‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬الوطن‭ ‬واصطيادهم‭ ‬بشتى‭ ‬أساليب‭ ‬الإغواء‭ ‬والمكائد‭.‬
إن‭ ‬الشباب‭ ‬السعودي‭ ‬المولود‭ ‬في‭ ‬العقود‭  ‬الأخيرة‭  ‬يمثلون‭ ‬عمود‭ ‬المجتمع‭ ‬ونواة‭ ‬مستقبله،‭ ‬لذلك‭ ‬كانوا‭ ‬وما‭ ‬زالوا‭ ‬هم‭ ‬المستهدفون‭ ‬بالحملات‭ ‬المعادية‭ ‬ضد‭ ‬قيمهم‭ ‬وقناعاتهم،‭ ‬مما‭ ‬يتطلب‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬التي‭ ‬تستوعب‭ ‬حجم‭  ‬وخطورة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات،‭ ‬الآنية‭  ‬والمستقبلية،‭ ‬بحيث‭ ‬تأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭  ‬بناء‭ ‬وتأصيل‭ ‬مفهوم‭: (‬البر‭ ‬الوطني‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬يتمحور‭ ‬حول‭ ‬الإحساس‭ ‬بالمسؤولية‭   ‬وتعميق‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء،‭ ‬وتفعيل‭ ‬برامج‭ ‬الأسرة،‭ ‬ودورها‭ ‬الحيوي‭ ‬في‭ ‬التنشئة‭  ‬والتربية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬المواطن‭ ‬الصالح‭ ‬المنتج‭ ‬إعدادًا‭ ‬قادرًا‭ ‬ومؤهلًا‭  ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬القنوط‭ ‬والسقوط‭ ‬والإسقاط‭.‬
إن‭ ‬من‭ ‬مقتضيات‭ ‬البر‭ ‬بالوطن‭  ‬التصدي‭ ‬للعاقين‭ ‬له،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭  ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬سمعته‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬ففي‭ ‬الخارج‭ ‬على‭ ‬المواطن‭  ‬مسؤولية‭ ‬تمثيل‭ ‬المبدأ‭ ‬والوطن‭ ‬أصدق‭ ‬تمثيل‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬بارًا‭ ‬به‭ ‬مدافعًا‭ ‬عنه‭  ‬رافعًا‭ ‬سمعته‭ ‬ومكانته‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬البلدان،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬قدوة‭ ‬حسنة‭ ‬سلوكًا‭ ‬وتعاملًا‭  ‬وبذلًا‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬طالبًا‭ ‬أو‭ ‬سائحًا‭ ‬أو‭ ‬زائرًا،‭ ‬ويكفي‭ ‬السعودي‭  ‬فخرًا‭  ‬أن‭ ‬السعودية‭ ‬بلاد‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين،‭ ‬وبلاد‭ ‬التوحيد‭ ‬والوحدة‭ ‬والقادة‭ ‬العظام‭ ‬والمنجزات‭ ‬الجليلة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬صعيد‭.‬
لذلك‭ ‬فإن‭ ‬التفاني‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭   ‬واجب‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬الطفولة،‭ ‬ويتدرج‭ ‬من‭ ‬الصغر‭ ‬إلى‭ ‬الكبر‭ ‬عبر‭ ‬مسيرة‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬المهد‭ ‬إلى‭ ‬اللّحد،‭ ‬ووفق‭ ‬التوجيهات‭ ‬السماوية،‭ ‬حتى‭ ‬يسود‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والنفسي‭ ‬والنماء‭ ‬كل‭ ‬انحائه،‭ ‬ويلمس‭ ‬القاصي‭ ‬والداني‭ ‬آثار‭ ‬البر‭  ‬بالوطن‭ ‬تقدمًا‭ ‬وازدهارًا،‭ ‬وهذا‭  ‬واجب‭ ‬التربية‭ ‬الأسرية‭ ‬والوطنية‭  ‬التي‭ ‬تغرس‭ ‬في‭ ‬أبنائها‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬ومواجهة‭ ‬التحديات‭  ‬والمهددات‭ ‬للوطن‭  ‬بكفاءة‭ ‬واقتدار،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬العالم‭ ‬يمر‭ ‬بواقع‭ ‬خطير‭ ‬وظروف‭ ‬استثنائية‭ ‬تتطلب‭ ‬مستوى‭ ‬معينًا‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬البارين‭  ‬بوطنهم‭ ‬القادرين‭  ‬على‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬أمنه‭ ‬ومنجزاته،‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬يغيب‭  ‬عن‭ ‬البال‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬ظواهر‭ ‬العقوق‭ ‬للوطن‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬الأسرية‭ ‬بين‭ ‬الوالدين‭ ‬وغياب‭ ‬الاستقرار‭ ‬الأسري‭ ‬وضعف‭ ‬ــ‭ ‬وربما‭ ‬فساد‭ ‬ــ‭ ‬البيئة‭ ‬التربوية‭ ‬الحاضنة‭ ‬فينشأ‭ ‬أطفال‭ ‬غير‭ ‬أسوياء‭ ‬يسيئون‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬أيامهم‭ ‬لوطنهم‭ ‬ومجتمعهم‭ ‬ومعظم‭ ‬النار‭ ‬من‭ ‬مستصغر‭ ‬الشرر‭.‬
إن‭ ‬الذين‭ ‬يسئون‭ ‬للوطن‭ ‬من‭ ‬أبنائه‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬فئة‭ ‬لم‭ ‬تتشرب‭ ‬الوطنية‭ ‬والبر‭ ‬الوطني،‭ ‬ولم‭ ‬يتحصنوا‭ ‬بركائز‭  ‬البر‭ ‬والوطنية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تعصمهم‭ ‬من‭ ‬التردي‭ ‬في‭ ‬أوحال‭ ‬العقوق‭  ‬والتجاوزات،‭ ‬وبمعنى‭ ‬آخر‭ ‬افتقارهم‭ ‬للأمن‭ ‬الفكري،‭ ‬والحصانة‭ ‬الذاتية‭ ‬التي‭ ‬تحميهم‭ ‬من‭  ‬المبادئ‭ ‬الهدامة‭ ‬واللهاث‭  ‬وراء‭ ‬القشور‭ ‬والدعوات‭ ‬المضللة‭.  ‬
إن‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية‭ ‬تتطلب‭ ‬استنهاض‭ ‬الهمم‭ ‬والطاقات‭ ‬لخدمة‭ ‬الوطن‭ ‬ومواكبة‭ ‬طموحات‭ ‬القيادة،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تنشئة‭ ‬الجيل‭ ‬على‭  ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المسؤولية‭ ‬التضامنية‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بإعداد‭ ‬الإنسان‭ ‬السعودي‭ ‬الصالح‭ ‬إعدادًا‭ ‬يجعله‭ ‬في‭ ‬منأى‭ ‬عن‭ ‬الاختراق‭ ‬والضعف‭ ‬حفاظًا‭ ‬على‭ ‬مبادئه‭ ‬وهويته‭ ‬ووطنيته،‭ ‬ومحاربة‭ ‬فلول‭  ‬العاقين،‭ ‬من‭ ‬دعاة‭ ‬التضليل‭  ‬والتطرف،‭  ‬والتخلف،‭ ‬والتغريب،‭ ‬والمملكة‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬كأي‭ ‬مجتمع‭ ‬ليست‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭  ‬العاقين‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المرضى‭ ‬الخارجين‭ ‬عن‭ ‬القانون‭ ‬والأعراف‭. ‬وفي‭ ‬ذكرى‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني‭ ‬من‭ ‬واجبنا‭  ‬أن‭ ‬نعتز‭ ‬ونفتخر‭ ‬بأن‭  ‬استراتيجية‭ ‬التوازن‭ ‬والاعتدال‭ ‬والنماء‭  ‬السعودية‭ ‬نجحت‭ ‬بشكل‭ ‬منقطع‭ ‬النظير،‭ ‬وأثبتت‭ ‬أنها‭ ‬الخيار‭ ‬الصحيح‭  ‬والأقوم،‭ ‬لأنها‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان،‭ ‬وجعل‭ ‬الأمن‭ ‬والتنمية‭ ‬واقع،‭ ‬ورساله‭ ‬حياة،‭ ‬ولذلك‭ ‬ولأسباب‭ ‬كثيرة،‭  ‬فإن‭ ‬أعداء‭ ‬الوطن‭  ‬يحسدون‭ ‬السعودية‭  ‬لما‭ ‬حباها‭ ‬الله‭  ‬به‭  ‬من‭ ‬مكانة،‭ ‬وثروات،‭ ‬وخيرات،‭ ‬وما‭ ‬تضطلع‭ ‬به‭ ‬القيادة‭ ‬من‭ ‬أدوار‭ ‬بارزه‭ ‬وباهرة‭ ‬عبر‭ ‬جميع‭  ‬مسارات‭  ‬التنمية‭ ‬والإصلاح،‭  ‬والعلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬النهوض‭  ‬بالإنسان‭ ‬والاقتصاد،‭ ‬ومحاربة‭ ‬الفساد،‭  ‬والتطرف،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬وبناء‭ ‬قوة‭ ‬عسكرية‭ ‬مؤثرة‭ ‬
ترهب‭ ‬الأعداء،‭ ‬وتحافظ‭ ‬على‭ ‬الكيان‭ ‬ومصالحه‭.‬
إن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نستلهم‭ ‬دورنا‭ ‬ورسالتنا‭ ‬كسعوديين‭ ‬مع‭ ‬إطلالة‭ ‬فجر‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬جديد،‭ ‬وأن‭ ‬نغرس‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬أبنائنا‭ ‬ثوابت‭ ‬المنهج،‭ ‬وقيم‭  ‬الوطنية‭ ‬والخير‭ ‬والأمن،‭ ‬واحترام‭ ‬النظام،‭ ‬والإخلاص‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬وحمل‭ ‬الأمانة‭ ‬بجدارة‭ ‬كل‭ ‬في‭ ‬موقعه،‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬إنجازات،‭ ‬والنظر‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬بتفاؤل،‭ ‬ومثابرة،‭ ‬والوقوف‭ ‬صفًا‭ ‬واحدًا‭ ‬ضد‭ ‬المتربصين‭ ‬بوحدة‭ ‬الوطن‭  ‬مهما‭  ‬تعددت‭ ‬واختلفت‭ ‬ألوانهم‭ ‬وعناوين‭ ‬مسمياتهم،‭  ‬وهذا‭  ‬يمثل‭ ‬قمة‭ ‬البر‭ ‬بالوطن‭ ‬والاعتزاز‭ ‬به،‭ ‬ولذلك‭ ‬كان‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬سر‭ ‬قوتنا‭ ‬يكمن‭  ‬في‭ ‬التلاحم‭ ‬بين‭ ‬القيادة‭ ‬والشعب‭ ‬وفي‭ ‬تمسكنا‭ ‬بقيمنا‭ ‬ومبادئنا،‭ ‬وفي‭ ‬القيام‭  ‬بالواجب‭ ‬بصدق‭ ‬وأمانة،‭ ‬وألا‭ ‬نلتفت‭ ‬للأعداء‭ ‬والحاقدين‭:‬
ما‭ ‬يضرُّ‭ ‬البحرَ‭ ‬أمسى‭ ‬زاخرًا‭ ‬
‭          ‬إنْ‭ ‬رمى‭ ‬فيه‭ ‬سفيه‭ ‬بحَجَرْ
وقال‭ ‬الشاعر‭ : ‬
‭  ‬كناطحِ‭ ‬صخرةً‭ ‬يوما‭ ‬ليُوهِنَها‭ ‬
‭            ‬فلم‭ ‬يَضُرَّها،‭ ‬وأوْهى‭ ‬قَرنَه‭ ‬الوَعِلُ
وعودًا‭ ‬على‭ ‬كلمة‭ (‬البر‭ ‬الوطني‭) ‬التي‭ ‬في‭ ‬عنوان‭  ‬المقالة،‭ ‬فإن‭ ‬عكسها‭ ‬العقوق،‭ ‬وعقوق‭ ‬الوطن‭ ‬حرام،‭ ‬وأمر‭ ‬شنيع‭ ‬وبشع‭ ‬وخطير،‭ ‬ويتمثل‭  ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الإخلاص‭  ‬له،‭ ‬أو‭ ‬تبني‭ ‬ونشر‭ ‬المبادئ‭ ‬والأفكار‭ ‬الهدامة‭ ‬وما‭ ‬يمس‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭  ‬بأي‭ ‬صورة‭ ‬أو‭ ‬كيفية،‭ ‬وبمعنى‭ ‬آخر‭ ‬اقتراف‭  ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬الفتن‭  ‬أو‭ ‬يفرق‭ ‬وحدة‭ ‬الوطن‭ ‬واستقراره،‭ ‬أو‭ ‬يهدد‭ ‬ترابط‭ ‬أبنائه‭ ‬وتلاحمهم،‭ ‬أو‭ ‬الإخلال‭ ‬بواجبات‭ ‬الوظيفة‭ ‬العامة،‭ ‬كما‭  ‬أن‭ ‬الفساد‭  ‬والخيانة‭ ‬والإرهاب‭ ‬من‭ ‬أشد‭ ‬الجرائم‭ ‬على‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وتشكل‭ ‬تهديدًا‭ ‬لأمن‭ ‬المجتمع‭ ‬وعقوقًا‭ ‬وانتهاكًا‭ ‬لحرمته‭  ‬المقدسة‭.‬
إن‭ ‬تهديد‭ ‬الأوطان‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭  ‬أمرين،‭ ‬خطرين‭ ‬هما‭: ‬التهديد‭ ‬للأمن‭ ‬الخارجي،‭  ‬والتهديد‭  ‬للأمن‭  ‬الداخلي،‭ ‬والخارجي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭: ‬الخيانة‭ ‬والتجسس،‭ ‬وغيرها‭ ‬والتهديدات‭ ‬الداخلية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭: ‬الإرهاب‭ ‬والاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬والمخدرات‭ ‬والمؤثرات‭ ‬العقلية،‭  ‬والجرائم‭ ‬الإلكترونية‭  ‬والجرائم‭ ‬الماسة‭ ‬بأمن‭ ‬الدولة‭ ‬وغيرها‭.‬
والحق‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬تمثّل‭ ‬أنموذجًا‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬المتزنة‭ ‬الحكيمة‭ ‬في‭ ‬الاعتدال‭  ‬والتسامح،‭  ‬وتجاوز‭ ‬الصعاب‭ ‬والتحديات‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬أحجامها‭ ‬وتعقيداتها‭ ‬خلال‭ ‬مسيرتها‭.‬
وها‭ ‬هي‭ ‬المملكة‭ ‬اليوم‭ ‬ملء‭ ‬السمع‭ ‬والبصر‭ ‬مما‭ ‬جعلها‭ ‬رقمًا‭ ‬صعبًا‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬وغدت‭ ‬لها‭ ‬اليد‭ ‬الطولى‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‭  ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬ومبادرات‭ ‬اكسبتها‭  ‬ثقة‭  ‬واحترام‭ ‬قادة‭ ‬المجتمعات‭ ‬الدولية‭ ‬لبعدها‭ ‬عن‭  ‬التكتلات،‭ ‬وحبها‭ ‬للسلام‭ ‬والتسامح،‭ ‬ومع‭ ‬هذه‭ ‬السمات‭ ‬والخصائص‭ ‬الفريدة‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬صباح‭ ‬مساء،‭ ‬فإنها‭ ‬لا‭ ‬تمنعها‭ ‬من‭ ‬الرد‭ ‬بقوة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬معتد‭ ‬أثيم‭  ‬يهدد‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬ومصالحها‭.‬
وبكل‭ ‬وضوح،‭ ‬فإن‭ ‬التراخي‭ ‬في‭ ‬الإنجاز‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬يخدم‭ ‬الصالح‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬العقوق‭ ‬للوطن،‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭  ‬من‭ ‬لا‭ ‬يستحق‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يستحق‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬مبرر‭ ‬هو‭ ‬عقوق‭ ‬وطني،‭ ‬وخروج‭ ‬الأموال‭  ‬وتهريبها‭  ‬وتوظيفها‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يستفد‭ ‬منها‭ ‬الوطن‭  ‬ضربًا‭ ‬من‭ ‬العقوق،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حرمان‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬الفوائد‭ ‬الإيجابية،‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬عليها‭ ‬أبناؤه‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة،‭ ‬مثل‭: ‬زيادة‭ ‬معدلات‭ ‬النمو،‭ ‬وعلاج‭ ‬مشكلات‭  ‬البطالة،‭ ‬والقصور‭ ‬في‭ ‬الوفاء‭  ‬باحتياجات‭ ‬الإنسان‭ ‬والاستثمار‭.‬
إن‭ ‬للوطن‭ ‬حق‭ ‬على‭ ‬أبنائه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البر‭ ‬به‭ ‬والوفاء‭  ‬على‭ ‬كل‭ ‬صعيد،‭  ‬وبما‭ ‬يصب‭  ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬بكل‭ ‬الأبعاد‭ ‬الأمنية‭:  ‬الأمن‭ ‬الفكري،‭ ‬الأمن‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والعسكري،‭ ‬والسياسي،‭ ‬والمعلوماتي،‭ ‬والبيئي‭ ‬والسياحي‭.‬
وبناء‭ ‬عليه‭ ‬ندعو‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬مبادرات‭ ‬الإنسان‭ ‬السعودي‭ ‬الإيجابي‭  ‬لتعزز‭ ‬البر‭ ‬الوطني‭ ‬والوفاء‭ ‬والولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬وأن‭ ‬نعتز‭ ‬بموقع‭ ‬الوطن‭ ‬المتقدم‭ ‬بين‭ ‬أكبر‭ ‬اقتصادات‭ ‬العالم،‭ ‬وأن‭ ‬نفخر‭  ‬بمكانته‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬والتنمية‭ ‬وحركة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وسياسات‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية،‭ ‬وأن‭ ‬نرفع‭ ‬أصواتنا‭ ‬عاليًا‭ ‬معبرين‭ ‬عن‭ ‬حب‭ ‬وطنّا‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬أرض‭ ‬وتحت‭ ‬كل‭ ‬سماء،‭ ‬وأن‭ ‬نلهج‭ ‬بالشكر‭ ‬والثناء‭ ‬لله‭ ‬ثم‭  ‬بالولاء‭ ‬والإخلاص‭ ‬والطاعة‭ ‬المطلقة‭ ‬غير‭ ‬المقيدة‭ ‬لقادة‭ ‬الوطن‭.‬
‭ ‬إن‭ ‬واجبات‭ ‬المواطن‭ ‬نحو‭ ‬وطنه‭ ‬هي‭ ‬التزام‭ ‬ديني‭ ‬وقانونيّ‭ ‬وأخلاقيّ،‭ ‬يجب‭ ‬الالتزام‭ ‬بها‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬وخارجه‭ ‬لتحقيق‭ ‬أقصى‭ ‬درجات‭ ‬التطور‭ ‬والتنمية‭ ‬والتكافل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وهذا‭ ‬مما‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الدولة،‭ ‬والاستعداد‭ ‬للتضحية‭  ‬بالأرواح‭ ‬والأموال‭ ‬وبالغالي‭ ‬والنفيس،‭ ‬واحترام‭  ‬الأنظمة‭ ‬والقوانين‭ ‬السارية‭ ‬وعدم‭ ‬مخالفتها،‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬تَطبيقها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الإخلاص‭ ‬للوطن‭ ‬عدم‭ ‬التهرب‭ ‬من‭ ‬دفع‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬من‭ ‬الضرائب‭ ‬والرسوم‭ ‬والفواتير‭ ..‬إلخ،‭ ‬والمُشاركة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬قضايا‭ ‬المجتمع‭ ‬وحماية‭ ‬ممتلكات‭ ‬الدولة‭ ‬ومرافقها‭ ‬العامة‭ ‬وعدم‭ ‬الإساءة‭ ‬لها،‭ ‬والمساهمة‭ ‬بشكلٍ‭ ‬إيجابيّ‭ ‬في‭ ‬رفعة‭ ‬شأن‭ ‬الوطن،‭ ‬وهذا‭  ‬يتطلب‭ ‬استخدام‭ ‬كل‭ ‬الوسائل‭ ‬المتاحة‭ ‬لتكريس‭ ‬المتطلبات‭ ‬التالية‭:‬
ــ‭ ‬غرس‭ ‬الانتماء‭ ‬للوطن‭ ‬والبر‭ ‬به‭  ‬بالتعاون‭ ‬بين‭ ‬المؤسّسات،‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬وكل‭ ‬الأوساط‭ ‬الاجتماعية‭.‬
ــ‭ ‬احترام‭ ‬العلم‭ ‬الوطني‭ ‬والنشيد‭ ‬الوطني،والمشاركة‭ ‬الإيجابية‭ ‬الفاعلة‭.‬
ــ‭ ‬عدم‭  ‬هدر‭ ‬موارد‭ ‬الدولة‭ ‬مثل‭: ‬هدر‭ ‬الماء،‭ ‬وقطع‭ ‬الأشجار،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬البرية،‭ ‬ومراعاة‭ ‬الثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬والنباتية‭ ‬والبيئية‭.‬
ــ‭ ‬العمل‭ ‬بجِد‭ ‬وإخلاص‭ ‬للارتقاء‭ ‬بصناعات‭ ‬الوطن‭.‬
ــ‭ ‬النزاهة‭ ‬ومعاملة‭ ‬الناس‭ ‬جميعًا‭ ‬بمستوى‭ ‬واحد،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الحقوق‭ ‬الواجبة،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬التقيد‭ ‬بالقوانين‭ ‬المنظمة‭ ‬للعمل،‭ ‬والأمانة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الحضور‭ ‬والانصراف‭ ‬والاتقان‭.‬
ــ‭ ‬ترسيخ‭ ‬مبدأ‭ ‬المساواة‭ ‬وألاّ‭ ‬يعتقد‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أرجاء‭ ‬الوطن‭ ‬أنّه‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬غيره‭  ‬‮«‬إنّ‭ ‬أكرمكم‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬اتقاكم‮»‬‭.‬
ــ‭ ‬أن‭ ‬يكون‭  ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬حقيقة‭ ‬تجري‭  ‬في‭ ‬عروق‭ ‬أبنائه،‭ ‬والله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬جعل‭ ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬وحمايته‭ ‬والدفاع‭ ‬عنه‭ ‬جهادًا،‭ ‬فقال‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬العزيز‭: ‬‮«‬وَلِيَعْلَمَ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬نَافَقُوا‭ ‬وَقِيلَ‭ ‬لَهُمْ‭ ‬تَعَالَوْا‭ ‬قَاتِلُوا‭ ‬فِي‭ ‬سَبِيلِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬أَوِ‭ ‬ادْفَعُوا‭ ‬قَالُوا‭ ‬لَوْ‭ ‬نَعْلَمُ‭ ‬قِتَالًا‭ ‬لَاتَّبَعْنَاكُمْ‭ ‬هُمْ‭ ‬لِلْكُفْرِ‭ ‬يَوْمَئِذٍ‭ ‬أَقْرَبُ‭ ‬مِنْهُمْ‭ ‬لِلْإِيمَانِ‭ ‬يَقُولُونَ‭ ‬بِأَفْواهِهِمْ‭ ‬مَا‭ ‬لَيْسَ‭ ‬فِي‭ ‬قُلُوبِهِمْ‭ ‬وَاللَّهُ‭ ‬أَعْلَمُ‭ ‬بِمَا‭ ‬يَكْتُمُونَ‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬عبّر‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬عن‭ ‬حبه‭ ‬لمكة؛‭ ‬فقال‭ ‬يوم‭ ‬هاجر‭ ‬منها‭: ‬‮«‬اللهمَّ‭ ‬أنتِ‭ ‬أحبُّ‭ ‬البلادِ‭ ‬إلى‭ ‬اللهِ،‭ ‬وأنتِ‭ ‬أحبُّ‭ ‬البلادِ‭ ‬إليَّ،‭ ‬ولولا‭ ‬المشركونَ‭ ‬أهلَكِ‭ ‬أخر​جوني‭ ‬لمَاَ‭ ‬خرجتُ‭ ‬منكِ‮»‬‭. ‬
عاش‭ ‬الوطن‭ ‬الشامخ،‭ ‬عاش‭ ‬مشرقًا‭ ‬بالحب‭ ‬والعطاء،‭ ‬والنصر،‭ ‬معمورًا‭  ‬بحسن‭ ‬ولاء‭ ‬وانتماء‭ ‬أبنائه‭ ‬الأبرار‭ ‬المدافعين‭ ‬عن‭ ‬حياضه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادته‭ ‬الحكيمة‭.‬