«إنّنا أمة موغلة في القِدم»

​​​

اللواء‭ ‬الركن‭ ‬سعود‭ ‬بن‭ ‬ناصر‭ ‬آل‭ ‬زيد

المشرف‭ ‬العام

احتفل‭ ‬الوطن‭: ‬قيادةً‭ ‬وشعبًا،‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي‭ ‬بذكرى‭ ‬يوم‭ ‬التأسيس‭ ‬للدولة‭ ‬السعودية‭ ‬العريقة‭.‬

‭ ‬ويعود‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ‭ ‬إلى‭ ‬تأسيس‭ ‬الدولة‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬عام‭ ‬1139هـ‭/ ‬1727م،‭ ‬عندما‭ ‬تولى‭ ‬الإمام‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سعود‭ ‬ــ‭ ‬يرحمه‭ ‬الله‭ ‬ــ‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم،‭ ‬وأسس‭ ‬الدولة‭ ‬السعودية‭ ‬الأولى،‭ ‬متخذًا‭ ‬من‭ ‬الدرعية‭ ‬عاصمةً‭ ‬لدولته،‭ ‬ومن‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وسنة‭ ‬رسوله‭(‬ﷺ‭)‬‭ ‬دستورًا‭ ‬لحكمه؛‭ ‬ليعم‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬بعد‭ ‬قرون‭ ‬من‭ ‬التشتت‭ ‬والفرقة،‭ ‬وتبدأ‭ ‬مسيرة‭ ‬وطن‭ ‬العز‭ ‬والشموخ‭. ‬وقد‭ ‬شهدت‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكمه‭ ‬وحكم‭ ‬من‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬بعده‭ ‬من‭ ‬أئمة‭ ‬ــ‭ ‬يرحمهم‭ ‬الله‭ ‬ــ‭ ‬تنظيم‭ ‬الموارد‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الأمن،‭ ‬حتى‭ ‬أضحت‭ ‬الدرعية‭ ‬مصدر‭ ‬جذب‭ ‬اقتصادي‭ ‬واجتماعي‭ ‬وفكري‭ ‬وثقافي،‭ ‬لكافة‭ ‬أبناء‭ ‬المنطقة‭ ‬والمناطق‭ ‬المجاورة‭.‬

وبعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الدولة‭ ‬السعودية‭ ‬الأولى‭ ‬بسبع‭ ‬سنوات‭ ‬تمكّن‭ ‬الإمام‭ ‬تركي‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سعود‭ ‬ــ‭ ‬يرحمه‭ ‬الله‭ ‬ــ‭ ‬عام‭ ‬1240هـ،‭ ‬الموافق‭ ‬1824م،‭ ‬من‭ ‬استعادة‭ ‬الحكم‭ ‬وتأسيس‭ ‬الدولة‭ ‬السعودية‭ ‬الثانية؛‭ ‬ليعيد‭ ‬لها‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬ويواصل‭ ‬مسيرة‭ ‬من‭ ‬سبقة‭ ‬من‭ ‬أئمة‭ ‬الدولة‭ ‬السعودية‭ ‬الأولى‭.‬

وبعد‭ ‬انتهائها‭ ‬بعشر‭ ‬سنوات،‭ ‬قيّض‭ ‬الله‭ ‬لهذه‭ ‬الأرض‭ ‬المباركة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬بن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬الفيصل‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬عام‭ ‬1319هـ،‭ ‬الموافق‭ ‬1902م‭ ‬ليؤسس‭ ‬الدولة‭ ‬السعودية‭ ‬الثالثة،‭ ‬ويوحدها‭ ‬باسم‭: (‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭)‬،‭ ‬على‭ ‬الأسس‭ ‬القويمة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬عليها‭ ‬الدولتان‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭. ‬وقد‭ ‬سار‭ ‬أبناؤه‭ ‬الملوك‭ ‬من‭ ‬بعده‭ ‬على‭ ‬نهجه‭ ‬القويم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬بناء‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬ووحدتها،‭ ‬حتى‭ ‬وصلنا‭ ‬لهذا‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬عهد‭ ‬مولاي‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز،‭ ‬وسمو‭ ‬ولي‭ ‬عهده‭ ‬الأمين‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬ــ‭ ‬يحفظهما‭ ‬الله‭ ‬ــ‭.‬

إنّ‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬التأسيس‭ ‬يأتي‭ ‬تعبيرًا‭ ‬عن‭ ‬اعتزازنا‭ ‬بتلك‭ ‬الجذور‭ ‬الراسخة‭ ‬للدولة‭ ‬السعودية،‭ ‬وبما‭ ‬أرسته‭ ‬من‭ ‬الوحدة‭ ‬والاستقرار‭ ‬والأمن،‭ ‬وبالتلاحم‭ ‬والترابط‭ ‬بين‭ ‬قادتها‭ ‬ومواطنيها،‭ ‬وبصمودها‭ ‬أمام‭ ‬الأعداء‭ ‬ومحاولاتهم‭ ‬النيل‭ ‬منها،‭ ‬وبالوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬التي‭ ‬أرساها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬بن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬ــ‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬ــ،‭ ‬وبإنجازات‭ ‬من‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬بعده‭ ‬من‭ ‬أبنائه‭ ‬الملوك‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬البناء‭ ‬والوحدة‭ ‬والتقدم‭ ‬والازدهار‭.‬

وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الوطنية‭ ‬الغالية‭ ‬أتشرف‭ ‬برفع‭ ‬أسمى‭ ‬آيات‭  ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬ــ‭ ‬باسمي‭ ‬ونيابة‭ ‬عن‭ ‬منسوبي‭ ‬الكلية‭ ‬ــ‭ ‬لمقام‭ ‬مولاي‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين،‭ ‬ولمقام‭ ‬سيدي‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وسمو‭ ‬سيدي‭ ‬وزير‭ ‬الحرس‭ ‬الوطني‭ ‬ــ‭ ‬يحفظهم‭ ‬الله‭ ‬ــ،‭ ‬سائلًا‭ ‬المولى‭ ‬عزّ‭ ‬وجلّ‭ ‬أن‭ ‬يحفظ‭ ‬لبلادنا‭ ‬أمنها‭ ‬وأمانها‭ ‬واستقرارها‭ ‬ورخائها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادتها‭ ‬الرشيدة‭.‬