العقيدة العسكرية (دليل مرجعي)

​​​​

‭ ‬بطاقة‭ ‬تعريف‭ ‬الكتاب

ـــ‭ ‬العنوان‭: ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬‮«‬دليل‭ ‬مرجعي‮»‬‭.‬

ــ‭ ‬المؤلف‭: ‬بيرت‭ ‬تشابمان،‭ ‬ترجمة‭: ‬طلعت‭ ‬الشايب‭.‬

ـــ‭ ‬جهة‭ ‬النشر‭: ‬دار‭ ‬الكتب‭ ‬المصري،‭ ‬القاهرة‭.‬

ـــ‭ ‬سنة‭ ‬النشر‭: ‬2015م‭.‬

ــ‭ ‬الحجم‭:(‬286‭) ‬صفحة‭.‬

‮«‬إن‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬تحتاج‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬القوت‭ ‬المادي‭ ‬واللوجستي،‭ ‬لكي‭ ‬تبدأ‭ ‬وتواصل‭ ‬مهامها؛‭ ‬ولابد‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬قوام‭ ‬فكري‭ ‬أكثر‭ ‬أهمية‭ ‬لتستطيع‭ ‬بدء‭ ‬عملياتها‭ ‬الهجومية‭ ‬وتعزيزها‭ ‬وإنهائها،‭ ‬عبر‭ ‬مخاطبة‭ ‬العقل؛‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالعقيدة‭ ‬العسكرية‮»‬‭.‬

بين‭ ‬دفتي‭ ‬الكتاب

بهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬بدأ‭ ‬المؤلف‭ ‬كتابه،‭ ‬موضحًا‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيس‭ ‬من‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية،‭ ‬وممهدًا‭ ‬لسرد‭ ‬أهم‭ ‬المفاهيم‭ ‬الموضوعة‭ ‬لتعريف‭ ‬ذلك‭ ‬المصطلح،‭ ‬وشرح‭ ‬تدرجاته‭ ‬التاريخية،‭ ‬ومدى‭ ‬علاقاته‭ ‬بسياسات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬لدول‭ ‬العالم‭.‬

ويعتبر‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬بين‭ ‬أيدينا‭ ‬أحد‭ ‬المراجع‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العسكرية‭ ‬عمومًا،‭ ‬والشؤون‭ ‬المعنوية،‭ ‬والتعبئة‭ ‬الفكرية‭ ‬للجيوش‭ ‬بشكل‭ ‬خاص؛‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬المؤلف‭ ‬قد‭ ‬أولى‭ ‬اهتمامًا‭ ‬بموارد‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العظمى،‭ ‬موضحًا‭ ‬أهم‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬لتغيير‭ ‬تلك‭ ‬العقائد‭.‬

المفهوم‭ ‬والنشأة

ويختلف‭ ‬تعريف‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬لأخرى،‭ ‬تأثرًا‭ ‬بالعوامل‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬البلاد،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عناصر‭ ‬السياسيات‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬أفرع‭ ‬وتخصصات‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬تعدد‭ ‬التعريفات‭ ‬لمصطلح‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية،‭ ‬والتي‭ ‬أورد‭ ‬المؤلف‭ ‬عددًا‭ ‬منها؛‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬رجح‭ ‬لها‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭: ‬‮«‬وهو‭ ‬تركيز‭ ‬القدرات‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬الأهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والنتائج‭ ‬النهائية‭ ‬المطلوب‭ ‬الوصول‭ ‬إليها؛‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬تفاصيل‭ ‬العمل‭ ‬العسكري‭ ‬المطلوب‭ ‬وتخصيص‭ ‬الموارد،‭ ‬والالتزام‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بتوجيهات‭ ‬القادة‭ ‬السياسيين‮»‬‭.‬

ويرجع‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬وتحديد‭ ‬مفهوم‭ ‬للعقيدة‭ ‬العسكرية،‭ ‬لسعي‭ ‬العسكريين‭ ‬إلى‭ ‬التوصل‭ ‬لوسائل‭ ‬عقلانية‭ ‬وعلمية‭ ‬لصياغة‭ ‬وتبرير‭ ‬وتوثيق‭ ‬سياستهم‭ ‬العسكرية،‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬يعتبرونها‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للبلاد‭.‬

وتعتبر‭ ‬ألمانيا‭ ‬هي‭ ‬المنشأ‭ ‬الرئيس‭ ‬لمجال‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬القومية،‭ ‬كما‭ ‬نافستها‭ ‬بريطانيا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭ ‬الزمنية؛‭ ‬عبر‭ ‬محاولة‭ ‬الوصول‭ ‬لصياغة‭ ‬متسقة‭ ‬تنظم‭ ‬عدة‭ ‬أفرع‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭.‬

وقدّم‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬السابق،‭ ‬والفيدرالي‭ ‬الروسي‭ ‬الحالي،‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإسهامات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬العسكري‭ ‬المتخصص‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬معظم‭ ‬القيادات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ببلورة‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬لقواتها‭ ‬المسلحة؛‭ ‬إلاّ‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬منتجي‭ ‬الوثائق‭ ‬الرسمية‭ ‬لتفنيد‭ ‬تلك‭ ‬العقائد‭ ‬الفكرية،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬استمرارية‭ ‬التدقيق‭ ‬والتنقيح‭ ‬لها‭ ‬وفقًا‭ ‬للمستجدات‭ ‬السياسية‭ ‬والأيديولوجية‭.‬

وقد‭ ‬برعت‭ ‬جمهورية‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬تحفيز‭ ‬مصادر‭ ‬إضافية‭ ‬في‭ ‬النواحي‭ ‬العسكرية‭ ‬المختلفة،‭ ‬وربطها‭ ‬بعقيدة‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬بعض‭ ‬الباحثين‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬إلى‭ ‬التنبؤ‭ ‬بخطورة‭ ‬القوى‭ ‬الصينية‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية

ركز‭ ‬المؤلف‭ ‬على‭ ‬نموذج‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬كدراسة‭ ‬حالة‭ ‬لمجال‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية،‭ ‬موضحًا‭ ‬أهم‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬العقيدة،‭ ‬وتطوراتها‭ ‬التاريخية،‭ ‬وموارد‭ ‬استلهام‭ ‬أبعادها‭ ‬الفكرية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الأهداف‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬التي‭ ‬تحقق‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي‭.‬

وتطرق‭ ‬الكاتب‭ ‬إلى‭ ‬تطورات‭ ‬الجوانب‭ ‬المختلفة‭ ‬للقوات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬موضحًا‭ ‬أهم‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تدعيم‭ ‬بعض‭ ‬الأجنحة‭ ‬العسكرية‭ ‬للجيش‭ ‬الأمريكي؛‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬الفصلين‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬للكتاب‭.‬

وتشمل‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية؛‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬التقليدية،‭ ‬والمحتملة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬استخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل،‭ ‬كما‭ ‬تتضمن‭ ‬أساليب‭ ‬القتال‭ ‬غير‭ ‬التقليدية،‭ ‬مثل‭: ‬مقاومة‭ ‬الاضطرابات،‭ ‬وحفظ‭ ‬السلام،‭ ‬والعمليات‭ ‬الإنسانية‭.‬

العوامل‭ ‬المؤثر‭ ‬في‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة

1‭. ‬الحرب‭ ‬الباردة‭:‬

شهدت‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬تدهور‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وحليفها‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي،‭ ‬فيما‭ ‬عرف‭ ‬بـ‭:(‬مرحلة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭)‬،‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬لأربعة‭ ‬عقود‭ ‬ونصف‭.‬

ويعتبر‭ ‬الكاتب‭ ‬أن‭ ‬مرحلة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬قد‭ ‬أثرت‭ ‬بعمق‭ ‬في‭ ‬عقيدة‭ ‬واستراتيجية‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية؛‭ ‬إذ‭ ‬تمثلت‭ ‬أولى‭ ‬التغيرات‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬وثيقة‭ (‬68‭/‬NCC‭)‬،‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬1950م،‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بالأمن‭ ‬القومي‭.‬

ونص‭ ‬تطوير‭ ‬الوثيقة‭ ‬على‭ ‬حاجة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لزيادة‭ ‬قواتها‭ ‬لعسكرية‭ ‬لمواجهة‭ ‬أيديولوجيا‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬المتعصبة‭ ‬الساعية‭ ‬لفرض‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬العالم‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬قيام‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ببناء‭ ‬مجتمعٍ‭ ‬عالمي،‭ ‬ووجوب‭ ‬سعيها‭ ‬لوضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬احتواء‭ ‬لمنع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التوسع‭ ‬السوفيتي؛‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬العمل‭ ‬العسكري‭ ‬لا‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬واتباع‭ ‬سياسات‭ ‬الإجبار‭ ‬ضد‭ ‬العدو‭.‬

2‭. ‬العقيدة‭ ‬النووية‭:‬

حرصت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وحلفاؤها‭ ‬في‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلنطي‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬زيادة‭ ‬المصادر‭ ‬الضرورية‭ ‬لمعادلة‭ ‬تفوق‭ ‬القوة‭ ‬التقليدية‭ ‬للاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬وحلفائه‭ ‬في‭ ‬حلف‭ ‬وارسو،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬ردع‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬الناشئة‭.‬

ووفقًا‭ ‬لما‭ ‬سبق؛‭ ‬فقد‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬الوثائق‭ ‬الخاصة‭ ‬باستعداد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬استخدام‭ ‬ترسانتها‭ ‬النووية‭ ‬لردع‭ ‬السوفييت،‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬فشل‭ ‬الحل‭ ‬السلمي،‭ ‬يمكنها‭ ‬استخدام‭ ‬تلك‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬الحرب‭.‬

وانعكست‭ ‬تلك‭ ‬الرؤية‭ ‬في‭ ‬خطة‭ ‬العمليات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المتكاملة‭ (‬SIOP‭)‬،‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1960م؛‭ ‬إذ‭ ‬هدفت‭ ‬لدمج‭ ‬إمكانات‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬الثلاث،‭ ‬المكون‭ ‬من‭: ‬الصواريخ‭ ‬الباليستية‭ ‬العابرة‭ ‬للقارات،‭ ‬والقاذفات‭ ‬ذات‭ ‬المدى‭ ‬العابر‭ ‬للقارات،‭ ‬والصواريخ‭ ‬الباليستية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬إطلاقها‭ ‬من‭ ‬الغواصات‭.‬

وتضمنت‭ ‬الخطة‭ ‬مشاركة‭ ‬رؤساء‭ ‬الأركان‭ ‬المشتركة،‭ ‬ووزير‭ ‬الدفاع‭ ‬والرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وحددت‭ ‬بشكل‭ ‬تفصيلي‭ ‬الأهداف‭ ‬السوفيتية‭ ‬المخطط‭ ‬ضربها‭ ‬بالسلاح‭ ‬النووي‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الحرب‭.‬

ومثلت‭ ‬سياسة‭ (‬الانتقام‭ ‬الشامل‭)‬،‭ ‬أحد‭ ‬مرتكزات‭ ‬العقيدة‭ ‬النووية‭ ‬الباكرة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلنطي،‭ ‬عبر‭ ‬إعلان‭ ‬الحلف‭ ‬أنه‭ ‬سيرد‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬هجوم‭ ‬سوفيتي‭ ‬محتمل‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬حجمه‭.‬

وقد‭ ‬أدى‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬لتخفيف‭ ‬التوتر‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬السابق؛‭ ‬إلاّ‭ ‬أنّ‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الجديد،‭ ‬والذي‭ ‬أظهرته‭ ‬حرب‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ (‬1990‭ ‬ــ‭ ‬1901م‭)‬،‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مختلفة،‭ ‬بينهم‭ ‬الهند‭ ‬والعراق،‭ ‬وكوريا‭ ‬الشمالية،‭ ‬وباكستان‭.‬

وتأسيسًا‭ ‬على‭ ‬الرؤية‭ ‬السابقة؛‭ ‬بدأت‭ ‬الوثائق‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬تتجه‭ ‬لسياسة‭ ‬منع‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المهددة‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭: ‬إيران،‭ ‬وكوريا‭ ‬الشمالية،‭ ‬والجماعات‭ ‬الإرهابية‭.‬

3‭. ‬العقيدة‭ ‬الجوية‭:‬

يعتبر‭ ‬بعض‭ ‬العسكريين‭ ‬أن‭ ‬تاريخ‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬لسلاح‭ ‬الجو‭ ‬الأمريكي،‭ ‬كان‭ ‬عرضة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬التعقيدات‭ ‬التي‭ ‬أصابته‭ ‬بالضعف؛‭ ‬وأن‭ ‬الذهنية‭ ‬المصابة‭ ‬بجنون‭ ‬العظمة‭ ‬جعلت‭ ‬التركيز‭ ‬دائمًا‭ ‬على‭ ‬الميزانية‭ ‬اللازمة‭ ‬للمعدات،‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬أساس‭ ‬نظري‭ ‬شامل‭ ‬للقوات‭ ‬الجوية‭.‬

وأدى‭ ‬استقلال‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الأمريكي‭ ‬عن‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬سبتمبر‭ ‬1947م،‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬بنية‭ ‬هيكلية،‭ ‬وخطط‭ ‬تكتيكية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لصياغة‭ ‬أول‭ ‬وثيقة‭ ‬توضح‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬للقوات‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬1953م،‭ ‬والتي‭ ‬قدمها‭ ‬رئيس‭ ‬أركان‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الجنرال‭ ‬هويت‭ ‬فاندنبيرج‭.‬

ونصت‭ ‬الوثيقة‭ ‬على‭: ‬‮«‬أن‭ ‬عقيدة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الرئيسية‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭ ‬المكتسبة‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬ومن‭ ‬تحليلات‭ ‬التأثير‭ ‬المستمر‭ ‬لأنظمة‭ ‬التسليح‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬القتال،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التطورات‭ ‬الديناميكية‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬الأسلحة‭ ‬الحديثة،‭ ‬تجعل‭ ‬مراجعة‭ ‬هذه‭ ‬العقيدة‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬لآخر‭ ‬أمرًا‭ ‬ضروريًا‮»‬‭.‬

وقد‭ ‬شهدت‭ ‬عقيدة‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الأمريكي‭ ‬تطورات‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬البالغ‭ ‬ستة‭ ‬عقود؛‭ ‬شملت‭ ‬قيادة‭ ‬عمليات‭ ‬القوات‭ ‬التقليدية‭ ‬والنووية،‭ ‬وأهمية‭ ‬استخدام‭ ‬الفضاء‭ ‬عسكريًا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لأساليب‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬الفضائية‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭.‬

4‭. ‬عقيدة‭ ‬الجيش‭: ‬

شهدت‭ ‬عقيدة‭ ‬جيش‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكي‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬التطورات؛‭ ‬إذ‭ ‬بدأت‭ ‬باعتماد‭ ‬استراتيجية‭ ‬الجيش‭ ‬الخماسي‭ ‬في‭ ‬1957م،‭ ‬التي‭ ‬تطورت‭ ‬إلى‭ ‬إحلال‭ ‬هيكل‭ ‬تنظيمي‭ ‬جديد‭ ‬يتم‭ ‬تشكيله‭ ‬بحسب‭ ‬المهمة‭ ‬والهدف‭ ‬العسكري،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1961م‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬1982م،‭ ‬اعتمدت‭ ‬عقيدة‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬على‭ ‬دمج‭ ‬المفاهيم‭ ‬العملياتية‭ ‬الألمانية،‭ ‬عبر‭ ‬تطبيق‭ ‬المعارك‭ ‬الجوية‭ ‬ــ‭ ‬البرية‭.‬

كما‭ ‬بدأت‭ ‬استراتيجيات‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬تدرج‭ ‬في‭ ‬وثائق‭ ‬تطوير‭ ‬عقائد‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي؛‭ ‬إذ‭ ‬اعتمدت‭ ‬في‭ ‬2005م‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الصراع‭ ‬غير‭ ‬المتكافئ؛‭ ‬وتطورت‭ ‬في‭ ‬2006م،‭ ‬لتؤكد‭ ‬على‭ ‬دمج‭ ‬الأنشطة‭ ‬العسكرية‭ ‬والمدنية،‭ ‬وتطوير‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬المضيفة،‭ ‬وتحديد‭ ‬أخلاقيات‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭…‬إلخ‭.‬

وجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬تطور‭ ‬عقيدة‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬جاءت‭ ‬تعاطيًا‭ ‬مع‭ ‬المستجدات‭ ‬والأحداث‭ ‬العسكرية،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬حرب‭ ‬فيتنام،‭ ‬وحرب‭ ‬الخليج،‭ ‬وأحداث‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭.. ‬وغيرها‭.‬

5‭. ‬القوات‭ ‬البحرية‭:‬

شهدت‭ ‬فترة‭ ‬التسعينيات‭ ‬كثافة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الوثائق‭ ‬لصياغة‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬للقوات‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والتي‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬النقطة‭ ‬الرئيسة‭ ‬لعقيدتها‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬استعراض‭ ‬القوة،‭ ‬والقدرات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لدعمها‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬تنظمها‭ ‬البلاد‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬فعالية‭ ‬هذا‭ ‬السلاح‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬والاستقرار‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وكذلك‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نشاطه‭ ‬يعتبر‭ ‬ساكنًا‭ ‬بالمقارنة‭ ‬بالأجنحة‭ ‬العسكرية‭ ‬الأخرى،‭ ‬نظرًا‭ ‬لاستقرار‭ ‬أوضاع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬المحيطات‭ ‬المطلة‭ ‬عليها‭.‬

مصادر‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬لحكومة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة

يوضح‭ ‬المؤلف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجزئية‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬مصادر‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬مدرجًا‭ ‬روابط‭ ‬المكتبات‭ ‬الرقمية‭ ‬للوثائق‭ ‬العسكرية‭ ‬المتاحة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬أهمها‭: ‬وثائق‭ ‬استراتيجية‭ ‬الأمن‭ ‬القومي،‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭.‬

وتتمثل‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬الوثائق‭ ‬في‭ ‬تمثيلها‭ ‬السياسات‭ ‬المعلنة‭ ‬التي‭ ‬تصدرها‭ ‬الإدارات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬أهداف‭ ‬وأولويات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي،‭ ‬ومن‭ ‬أشهرها‭: (‬استراتيجية‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭) ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬1987م‭.‬

وتضمنت‭ ‬تلك‭ ‬الوثيقة؛‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬التزام‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بحرية‭ ‬وسلام‭ ‬ورخاء‭ ‬العالم،‭ ‬والاستعداد‭ ‬للتعامل‭ ‬بواقعية‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي،‭ ‬وبناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬قوي‭ ‬قابل‭ ‬للنمو،‭ ‬وأهمية‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بقوات‭ ‬الردع‭ ‬التقليدية‭ ‬والنووية‭.‬

وعكست‭ ‬بنود‭ ‬تطوير‭ ‬وثائق‭ ‬العقائد‭ ‬العسكرية،‭ ‬أهم‭ ‬التغيرات‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬عهود‭ ‬الإدارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المختلفة؛‭ ‬ففي‭ ‬التسعينيات‭ ‬بدأ‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمكافحة‭ ‬المخدرات،‭ ‬ودعم‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وأمن‭ ‬الطاقة،‭ ‬والتجارة‭ ‬الحرة‭ ‬لدول‭ ‬الشمال‭.‬

وفي‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جورج‭ ‬دبليو‭ ‬بوش،‭ ‬ركزت‭ ‬وثائق‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭.‬

ويعتبر‭ ‬التقرير‭ ‬السنوي‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الأمريكي،‭ ‬والمقدم‭ ‬للكونجرس‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬تلك‭ ‬المصادر؛‭ ‬بالإضافة‭ ‬لوثيقة‭ ‬العقيدة‭ ‬الأساسية‭ ‬لسلاح‭ ‬الجو‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2003م،‭ ‬بعنوان‭: (‬AFDD1‭ ‬AIR FORCE‭).‬

كما‭ ‬يقدم‭ ‬قسم‭ ‬النشر‭ ‬التابع‭ ‬للجامعة‭ ‬الجوية،‭ ‬ومؤسسة‭ ‬راند،‭ ‬ومركز‭ ‬ليماي‭ ‬لتطوير‭ ‬العقيدة‭ ‬والتعليم،‭ ‬ومركز‭ ‬دراسات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي،‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬الدراسات‭ ‬العسكرية‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬تقارير‭ ‬متابعة‭ ‬يتم‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬وتطوير‭ ‬وثائق‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬لسلاح‭ ‬الجو‭ ‬الأمريكي‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بعقيدة‭ ‬الجيش،‭ ‬وما‭ ‬يختص‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬الاستخبارات،‭ ‬واللوجستيات،‭ ‬وأعمال‭ ‬الشرطة‭ ‬العسكرية،‭ ‬والحروب‭ ‬البيولوجية،‭ ‬ومقاومة‭ ‬الإرهاب؛‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المسؤوليات،‭ ‬فتعتبر‭ ‬مكتبة‭ ‬الجنرال‭ ‬جي‭ ‬ريمر‭ ‬الرقمية‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مصادر‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬لهذا‭ ‬الجناح‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭.‬

ويتضمن‭ ‬الكتاب‭ ‬عرضًا‭ ‬مفصلًا‭ ‬لأهم‭ ‬مراكز‭ ‬الدراسات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لتوضيح‭ ‬دورها،‭ ‬وأهم‭ ‬الوثائق‭ ‬الصادرة‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العقائد‭ ‬العسكرية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مدارس‭ ‬الحرب‭ ‬العليا،‭ ‬وكليات‭ ‬البحرية،‭ ‬ومراكز‭ ‬البحوث‭ ‬والدراسات‭ ‬الرسمية‭ ‬وغير‭ ‬الرسمية‭.‬

مصادر‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬للحكومات‭ ‬والاتحادات‭ ‬الأجنبية

وتوضح‭ ‬هذه‭ ‬الجزئية‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬أهم‭ ‬مصادر‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬لبعض‭ ‬الحكومات‭ ‬الأجنبية؛‭ ‬ومحددات‭ ‬تلك‭ ‬العقائد،‭ ‬وأهم‭ ‬العوامل‭ ‬التاريخية‭ ‬والسياسية‭ ‬المؤثرة‭ ‬فيها؛‭ ‬ساردًا‭ ‬تفاصيل‭ ‬العقائد‭ ‬العسكرية‭ ‬لأستراليا،‭ ‬وفنلندة،‭ ‬والبرازيل،‭ ‬وفرنسا،‭ ‬وكندا،‭ ‬والهند،‭ ‬وإندونيسيا،‭ ‬وسنغافورة،‭ ‬وتايوان،‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬وجنوب‭ ‬أفريقيا‭.‬

كما‭ ‬تتطرق‭ ‬للعقائد‭ ‬العسكرية،‭ ‬والأهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لبعض‭ ‬المنظمات‭ ‬والأحلاف‭ ‬الفاعلة‭ ‬عالميًا،‭ ‬بينها‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وحلف‭ ‬الناتو،‭ ‬وحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلنطي‭.‬

ونستعرض‭ ‬من‭ ‬النماذج‭ ‬التي‭ ‬أوردها‭ ‬الكاتب‭ (‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬لإسرائيل‭) ‬باعتبار‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬للقارئ‭ ‬العربي،‭ ‬لاسيما‭ ‬وأنه‭ ‬يتعلق‭ ‬بكيان‭ ‬ذي‭ ‬تأثير‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭.‬

واقتبس‭ ‬الكاتب‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬أدبيات‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬لدى‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬جاء‭ ‬خلاله‭: ‬‮«‬على‭ ‬مدى‭ ‬ستة‭ ‬عقود‭ ‬هي‭ ‬عمر‭ ‬وجودها‭ ‬الحديث؛‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬مواجهة‭ ‬بيئة‭ ‬معادية‭ ‬لأمنها‭ ‬القومي‭.. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬حققت‭ ‬بعض‭ ‬مظاهر‭ ‬السلام‭ ‬مع‭ ‬مصر‭ ‬والأردن،‭ ‬إلاّ‭ ‬أنها‭ ‬لاتزال‭ ‬تواجه‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬إيران،‭ ‬واضطراب‭ ‬لبنان،‭ ‬وسوريا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬للصراع‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭..‬‮»‬‭.‬

وبناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬فإن‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬للكيان‭ ‬الإسرائيلي؛‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬استراتيجيات‭ ‬التهديد‭ ‬والردع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬المسبق،‭ ‬عبر‭ ‬بناء‭ ‬قدرات‭ ‬عسكرية‭ ‬تقليدية‭ ‬ونووية‭ ‬وإظهار‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬استعمال‭ ‬تلك‭ ‬القدرات‭. ‬

وتعتبر‭ ‬أهم‭ ‬مظاهر‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬لجيش‭ ‬الاحتلال،‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬مقدار‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬بين‭ ‬الرؤساء‭ ‬والمرؤوسين‭ ‬العسكريين،‭ ‬وعدم‭ ‬الاهتمام‭ ‬الدقيق‭ ‬للانضباط‭ ‬الشكلي‭ ‬المعوق‭.‬

وتشير‭ ‬دراسات‭ ‬مراكز‭ ‬الأبحاث‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معوقات‭ ‬نجاح‭ ‬تلك‭ ‬العقيدة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬يرجع‭ ‬لتمزق‭ ‬الداخل‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬واجتماعيًا‭ ‬تأثرًا‭ ‬بعمليات‭ ‬المقاومة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مستمرة‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬الاحتلال‭ (‬ضغطًا‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭) ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالصراع‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

‭ ‬يذكر‭ ‬أن‭ ‬الكاتب‭ ‬قد‭ ‬لفت‭ ‬الانتباه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬الدولي‭ ‬بالكيان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬باعتباره‭ ‬أحد‭ ‬دول‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬وثائق‭ ‬رسمية‭ ‬توضح‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬لجيش‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وأن‭ ‬موقع‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لا‭ ‬تورد‭ ‬أي‭ ‬وثائق‭ ‬تبين‭ ‬الأهداف‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬أو‭ ‬العسكرية‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي‭.‬

إطار‭ ‬مرجعي

يقدم‭ ‬الكاتب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجزء‭ ‬من‭ ‬مؤلفه،‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬المراجع‭ ‬العلمية،‭ ‬مرفقة‭ ‬بروابط‭ ‬التحميل‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمنشور‭ ‬منها‭ ‬إلكترونيًا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لعناوينها‭ ‬بالإنجليزية‭ ‬والعربية،‭ ‬والكلمات‭ ‬المفتاحية‭ ‬الأكثر‭ ‬شيوعًا‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬أهم‭ ‬المراجع‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭.‬

وقد‭ ‬قسم‭ ‬المؤلف‭ ‬هذه‭ ‬المراجع‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أنواع‭:‬

1‭. ‬دراسات‭ ‬ورسائل‭ ‬علمية‭:‬

أدرج‭ ‬تحتها‭ ‬الدراسات‭ ‬المحكمة‭ ‬أكاديميًا،‭ ‬سواء‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أكاديميين‭ ‬جامعيين،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬البحوث‭ ‬الرسمية،‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬السياسة‭ ‬العسكرية،‭ ‬والاجتماع‭ ‬العسكري،‭ ‬والعقيدة‭ ‬العسكرية‭… ‬إلخ‭.‬

2‭. ‬فهارس‭ ‬ومجلات‭ ‬علمية‭:‬

قدم‭ ‬تحت‭ ‬هذا‭ ‬العنوان‭ ‬ببلوجرافيا‭ ‬لأهم‭ ‬الفهارس‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارات‭ ‬الدفاع،‭ ‬ومراكز‭ ‬دعم‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬والجامعات،‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لإدراج‭ ‬أهم‭ ‬المجلات‭ ‬العلمية‭ ‬العسكرية‭ ‬المحكمة‭.‬

3‭. ‬أدبيات‭ ‬رمادية‭:‬

وتضمنت‭ ‬أطروحات‭ ‬الرسائل‭ ‬العلمية،‭ ‬وتقارير‭ ‬الاستقصاء‭ ‬المطولة،‭ ‬وأعمال‭ ‬المؤتمرات،‭ ‬والأبحاث‭ ‬غير‭ ‬الأكاديمية‭.‬

كما‭ ‬أدرج‭ ‬المؤلف‭ ‬ملحقًا‭ ‬لترجمة‭ ‬أهم‭ ‬المصطلحات‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العسكرية‭ ‬بشتى‭ ‬تفرعاتها‭ ‬العقدية‭ ‬والعملياتية‭.‬

بين‭ ‬دفتي‭ ‬الكتاب

يمثل‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬بين‭ ‬أيدينا‭ ‬مرجع‭ ‬عسكري‭ ‬مهم،‭ ‬لكل‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العسكري،‭ ‬أو‭ ‬مهتم‭ ‬بالمجال،‭ ‬خصوصًا‭ ‬وأن‭ ‬الكاتب‭ ‬اتبع‭ ‬أسلوب‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬المعتمد‭ ‬على‭ ‬التأصيل‭ ‬والتوثيق‭ ‬للمعلومات‭.‬

وقد‭ ‬ساهمت‭ ‬اللغة‭ ‬الرصينة‭ ‬للمترجم‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬المعلومات‭ ‬العسكرية‭ ‬الدسمة‭ ‬بشكل‭ ‬مفصل‭ ‬وعبارات‭ ‬خفيفة‭ ‬تقرب‭ ‬المعنى‭ ‬للذهن‭ ‬دون‭ ‬الإخلال‭ ‬به‭.‬

كما‭ ‬تعدّ‭ ‬الفصول‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬الكتاب،‭ ‬والتي‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬المراجع‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العسكري،‭ ‬أحد‭ ‬مميزات‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬اللغة،‭ ‬ورشاقة‭ ‬التعبير؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الكاتب،‭ ‬قد‭ ‬سقط‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬غياب‭ ‬الترتيب‭ ‬للمعلومات،‭ ‬معتمدًا‭ ‬على‭ ‬أسلوب‭ ‬السرد‭ ‬المطلق،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أخلّ‭ ‬بقيمة‭ ‬وطبيعة‭ ‬المجال‭ ‬العسكري‭ ‬والبحثي‭.‬​