إنّ الدفاع عن الوطن وحفظ أمنه من أجلّ الواجبات التي يَشرُف الإنسان القيام بها، ويعظُم ذلك الواجب إذا كان الوطن يحتضن أطهر البقاع على وجه الأرض وأعظمها، ويمتلك مكانة مرموقة عربيًا وإسلاميًا، تجعل من الدفاع عنه وعن ممتلكاته شرف عظيم.
وانطلاقًا من أهمية حفظ أمن الوطن والدفاع عن مقدساته ومكتسباته؛ فقد أولت قيادتنا الرشيدة القطاعات العسكرية بمختلف تخصصاتها الاهتمام والعناية، منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز ــ طيب الله ثراه ــ حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ــ يحفظهما الله ــ، وحرصت على تطويرها وتحديثها بشكل مستمر، بما يتوافق مع ما يشهده هذا المجال العسكري من تطوّر في أساليبه ووسائطه المختلفة.
وقد انصبّ الاهتمام الأكبر والأبرز على العنصر البشري، لما يمثله من أهمية في أي مؤسسة، فهو المحرّك الأساسي لجميع مكوناتها البشرية والآلية والتقنية؛ لذا حرصت قيادات المملكة على توجيه الجهات المختصة بشأن ترشيح العناصر الملائمة والمؤهلة علميًا وبدنيًا للانضمام للقوات العسكرية، التي يقع على عاتقها حماية الوطن والدفاع عن مقدساته بتوجيهات كريمة من القيادة العليا.
وفي هذا التقرير نسلّط الضوء على لجنة القبول والتسجيل بكلية الملك خالد العسكرية، وما تقوم به من إسهامات مميزة في تزويد قوات وزارة الحرس الوطني وغيرها من القطاعات العسكرية بالكوادر المؤهلة من خلال ترشيح الأجدر للالتحاق بها.
كلية الملك خالد العسكرية وإعداد الكوادر البشرية
امتدادًا للاهتمام المتواصل من قياداتنا بالقطاعات العسكرية، فقد صدرت الأوامر والتوجيهات بإنشاء الكليات العسكرية التي تُعنى بإعداد الطالب العسكري تربويًا وعسكريًا وعلميًا وبدنيًا، والارتقاء بكفاءته القتالية والإدارية للعمل بعد تخرجه ضابطًا في القوات العسكرية، ممتلكًا القدرة على القيادة الميدانية، وفن الإدارة في مختلف الظروف، والمهارة في استخدام المعدات التقنية والأسلحة المعقدة، والقدرة على المشاركة الإيجابية في العمل المشترك، والإسهام في خدمة المجتمع.
توتعدّ كلية الملك خالد العسكرية بوزارة الحرس الوطني، التي تأسست بناءً على الأمر السامي بإنشائها تحت هذا الاسم عام 1403هـ، إحدى الكليّات العسكرية التي تُعنى بتأهيل الملتحقين بها عسكريًا وأكاديميًا. حيث جاء الأمر السامي بإنشائها لتتابع عملية إعداد وتخريج الضباط بالحرس الوطني، التي بدأت بجناح المرشحين الذي افتتح عام 1385هـ، ثم تلته المدرسة العسكرية لتخريج الضباط التي افتتحت عام 1393هـ.
ويتمثل دورها في تقديم العلوم العسكرية والأكاديمية لطلبتها لإعدادهم وتدريبهم وتأهيلهم للعمل ضباطًا في وحدات الحرس الوطني، وعددًا من القطاعات العسكرية المختلفة.
لجنة القبول والتسجيل في كلية الملك خالد العسكرية
إن اختيار العنصر اللائق علميًا وبدنيًا للالتحاق بكلية الملك خالد العسكرية ليس بالأمر اليسير، وخصوصًا مع كثرة الراغبين في الالتحاق بها، والتشرّف بخدمة الدين ثم المليك والوطن، لذا صدرت التوجيهات بتشكيل لجنة للقبول والتسجيل بكلية الملك خالد العسكرية، يكون مقرّها الكلية، وتتولى مهمة تطبيق إجراءات المفاضلة بين المتقدمين، وفق ما ورد من المقام السامي من شروط تضمن الدقة في الاختيار.
إجراءات المفاضلة بين المتقدمين:
تطبق لجنة القبول والتسجيل في الكلية ما نصّت عليه لائحة القبول والتسجيل من شروط ومتلطبات لضمان جودة الاختيار، وامتدادًا للتطوير والتحديث الذي تشهده بلادنا في ظل (رؤية المملكة 2030)، والسعي إلى تطبيق التحول الرقمي في كافه مؤسسات الدولة، ومنها وزارة الحرس الوطني التي تشهد نقلات تطويرية متنوعة بتوجيهات ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني؛ فقد حرصت اللجنة على مواكبة هذا التطور من خلال أتمتة جميع إجراءاتها، واستخدام أحدث وسائل التقنية والربط مع الجهات ذات العلاقة إلكترونيًا، مما يحدّ من عملية التدخل البشري، وتوثيق كافة مراحل القبول آليًا؛ حيث تبدأ الإجراءات، بالإعلان عن بداية استقبال طلبات الراغبين في الالتحاق بكلية الملك خالد العسكرية عبر الحسابات الرسمية للحرس الوطني والموقع الإلكتروني للجنة القبول والتسجيل، يلي ذلك دخول المتقدم على الموقع الخاص باللجنة، والحصول على رقم الطلب، ثم تتواصل إجراءات المفاضلة بين المتقدمين، لتشمل بقية إجراءات القبول: (الاختبار التحريري، والمقابلة الشخصية، واختبار اللياقة البدنية، والكشف الطبي)، وعلى ضوء نتيجة المفاضلة يتم الإعلان عن المقبولين للالتحاق بكلية الملك خالد العسكرية ليتشرفوا بعد تخرجهم بخدمة الدين ثم المليك والوطن.