العقيد محمد بن إبراهيم العمري
مدير الإدارة العامة للعلاقات والمراسم المكّلف
والمتحدث الرسمي بوزارة الحرس الوطني
الحياة العسكرية للضابط هي حياة منظّمة، والتزام ومسؤولية يسودها الانضباط والاتّزان والحكمة والجدّية والإرادة والدقة والتفاني والتعاون والحسّ الأمني والكثير من المعاني السامية، وعلى هديها تتشكّل الخطوات التي تدعم تحقيق الأهداف الوطنية على كافة المستويات.
وإنه من البديهي ونحن نتحدث عن الحياة العسكرية أن نتطرّق لتلك الصروح العسكرية التعليمية التي تحتضن بين جنباتها أولى مراحل التكوين للضابط العسكري وتشكيل شخصيته القيادية، وأخص بالذكر كلية الملك خالد العسكرية، ذلك الصرح العسكري الأكاديمي الوطني الهام، والذي أخذ على عاتقه تأهيل وصقل منتسبيه ليكونوا قدوة في البطولة والتضحية والإخلاص والولاء لقيادتنا الرشيدة ووطننا الغالي وحماية مقدساته ومقدراته، من خلال رسالته السامية في إعداد وبناء الطالب العسكري بدنياً وفكرياً ليصبح مؤهلاً للعمل الميداني من خلال امتلاكه المهارات والقدرات القيادية، ورؤية هذا الصرح في التميز في التعليم والتدريب العسكري.
هذه الكلية التي تأسست بناءً على الأمر السامي الكريم بإنشائها، لتتابع عملية إعداد وتأهيل وتخريج الضباط بوزارة الحرس الوطني، التي بدأت بجناح المرشحين الذي افتتح عام 1385هـ، ثم تلته المدرسة العسكرية لتخريج الضباط التي افتتحت عام 1393هـ، حتى تم الافتتاح الرسمي لها في الثالث من ربيع الأول لعام 1403 هـ تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ حينما كان ولياً للعهد نيابة عن أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ، ومنذ ذلك التاريخ تتوالى في تخريج دفعاتها كل عام حتى عامنا هذا والذي نحتفل فيه برعاية وتشريف سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني ـ حفظه الله ـ لحفل تخرج دورة تأهيل الضباط الجامعيين الرابعة والثلاثين والدفعة التاسعة والثلاثين من طلبتها.
وبهذه المناسبة السعيدة أتقدم بخالص التهنئة لزملائي الخريجين وأسرهم الكريمة بمناسبة تخرجهم بعد ثلاث سنوات أمضوها في نهل العلم والمعرفة حتى نالوا ما نشدوه في يوم الحصاد، لينضموا لزملائهم في ميادين العز والشرف، مخلصين لله ثم المليك والوطن، وليكونوا امتداداً لمن سبقوهم في الولاء لقيادتهم والدفاع عن وطنهم.