المخدرات هي تلك المواد التي تسبب الإدمان، وتسمم الجهاز العصبي، ويصل ضررها الجسيم، إلى كافة أجهزة الجسم ووظائفه الحيوية، وتجعل من المدمن عآلةً على نفسه وأسرته ومجتمعه.
وتتنوع المواد المخدرة ما بين الطبيعية مثل: (القات، والأفيون، والمورفين، والحشيش، والكوكايين… وغيرها)، أو من مصادر اصطناعية مثل: (الهيروين، والأمفيتامينات… وغيرهما)، وأيضًا الحبوب المخدرة والمذيبات الطيارة.
ويعد تعاطي المخدرات من أخطر الآفات التي اُبتليت بها الكثير من المجتمعات في عصرنا الحالي، فقد انتشرت بشكل مخيف، وأثرت على صحة الفرد النفسية والبدنية، وغيّرت من طريقة تفكيره وسلوكياته، ولم تقتصر أضرار المخدرات على الفرد، بل امتدت لتشمل الأسرة والمجتمع بأسره، مما يعني خطر شيوع الفساد الأخلاقي، والعنف، والجريمة.
وأمام هذا الخطر الداهم، تبذل المملكة، بتوجيهات من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومتابعة من سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ــ يحفظهما الله ــ جهوداً كبيرة في مواجهة ظاهرة المخدرات، حيث استطاعت بفضل الله الوقوف أمام تهديداتها ودرء خطرها، وضبط مهربيها ومروجيها، وإحباط العديد من عملياتهم. كما سعت قيادتنا الحكيمة ــ أيدها الله ــ إلى توحيد الجهود وتكثيف العمل التوعوي؛ للحدّ من انتشار المخدرات بين أفراد المجتمع، وتكوين وعي صحي واجتماعي وثقافي وقائي رافض لتعاطيها، من خلال تحقيق التناغم والانسجام وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية والأهلية لتمكين المجتمع من المشاركة في مكافحته.
إنّ الحرب على المخدرات ليست حرب الأجهزة الحكومية وحدها، بل يجب على جميع أفراد المجتمع وشرائحه توحيد جميع الجهود مع الجهات ذات الاختصاص، للوقوف سدّا منيعًا في وجه هذا الداء الخطير، الذي يهدد استقرار المجتمع.
حفظ الله بلادنا من كل شرّ في ظل قيادتها الرشيدة ــ أيدها الله ــ.