من أحد أهم أهداف رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تحقيق المستقبل الأفضل للمجتمع السعودي والتنمية المستدامة، من خلال تحسين جودة الحياة، وتعزيز الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، الحفاظ على أفراد المجتمع من الوقوع في براثن المخدرات.
تشهد المملكة حملة واسعة النطاق لمكافحة المخدرات تهدف إلى توعية المجتمع بخطورة تعاطي المخدرات وتحذيرهم من آثارها الضارة على الصحة والمجتمع والاقتصاد.
وتتضمن هذه الحملة جهودًا متعددة المجالات والمراحل، تشمل التوعية والتثقيف بأهمية الوعي بمخاطر المخدرات والتأثيرات الصحية والاجتماعية الخطيرة التي تترتب على تعاطيها، بالإضافة إلى تطوير برامج العلاج والتأهيل للمدمنين وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم ولأسرهم.
وتزامن مع هذه الجهود انطلقت حملة أمنية من جميع القطاعات، وهي إعلان حرب شاملة على المخدرات من خلال العمل الميداني الشامل والقوانين والأنظمة الداعمة لمهام رجال الأمن.
وكانت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في المملكة المعروفة باسم «نبراس» قد حذرت من خطر
المخدرات عمومًا ومخدر الميثامفيتامين ــ المعروف باسم: «الشبو»، الذي يُعد مادَّة منشطة شديدة التأثير على الجهاز العصبي المركزي يتم تحضيرها من الأمفيتامين، وهي من المخدرات المصنعة كيميائيًا، ولها عدد من الأسماء التي اشتهرت بها، مثل ( الشبو، الميث، الكريستال، الطبشور، سبيد، الثلج).
تعرف مادة الشبو المحظورة، والمؤثرة عقليًا، باسم الميثامفيتامين، وهي من المواد المؤثرة عقليًا المُدرجة في الفئة (ب) من الجدول الثاني المرفق بنظام مكافحة المخدرات والمخدرات العقلية، والتي تضم المؤثرات العقلية المدرجة في الجدول الثاني لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1971م، والتي تُعرف بالقائمة الخضراء، وتصدر عن الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات.
إن مخدر (الكريستال) المعروف شعبيًا بـ(الشبو) مخدر كيميائي من أصل غير نباتي، وأول من أجرى تجارب حول المادة ونشاطها المخدر هو الياباني ناغايوشي ناغي عام 1893م، إذ يستخلص هذا المخدر من مادة (الأمفيتامين) الكيميائية، وازدهر استخدامه بشكل كبير في الحرب العالمية الثانية، حين طلبت ألمانيا النازية من عملائها صناعة منشط بكميات كبيرة، لتحسين أداء الجنود والجيوش في الحروب بشكل يمكنهم من هزيمة الأعداء.
وعرف آنذاك «الكريستال» باسم «المنشط النازي»، بعدها ظهر كمنشط يتناوله بعض الرياضيين الخارجين عن القانون لتعزيز نشاطهم، إلى أن جرى حظر تداوله عالميًا بعد أبحاث دقيقة أفادت بأنه يدمر الجهاز العصبي.
والشبو (الميثامفيتامين) مادة كيميائية تتسبب بزيادة مفاجأة واضطرابًا في مستويات هرمون الدوبامين في الدماغ والجهاز العصبي؛ مما يغير طريقة تفكير واستيعاب متعاطيها للأحداث من حوله، وهذا الأمر يجعله في حالة من التوجس والقلق والشعور بالتهديد، بالإضافة إلى الهلاوس السمعية والبصرية، مما يجعله في حالة اضطراب نفسي يقوده إلى العنف والتهور في سلوكياته مما يؤدي إلى نتائج وخيمة لا سمح الله.
من أحد أخطر صفات مادة الشبو هو تعدد أشكاله وصيغ تصنيعه وطرق تعاطيه غالبًا يصنع على شكل بلورات صغيرة تشبه الجليد، أو مسحوق أبيض يشبه الكريستال، له رائحة قوية وطعم مر، يمكن حقنه أو تدخينه أو شمه أو ابتلاعه.
ومن أهم تأثيرات مادة الشبو (الميثامفيتامين) على الجسم:
¿ زيادة الإنتاجية والتركيز.
¿ تعزيز الطاقة والنشاط البدني.
¿ زيادة تحمل الجسم للجوع والتعب والألم.
¿ تعزيز مشاعر السعادة والنشوة.
¿ تحفيز الجنس.
الآثار الصحية والنفسية لتعاطي الشبو (الميثامفيتامين)
الآثار الصحية لتعاطي الشبو
¿تلف الأعصاب والدماغ: يؤدي تعاطي الشبو إلى تدمير الخلايا العصبية والدماغية مما يسبب تدهورًا دائمًا في القدرات العقلية والذاكرة والتفكير والتعلم.
¿ أمراض القلب والأوعية الدموية: يزيد تعاطي الشبو من خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل الذبحة الصدرية، والجلطات الدموية، وفشل القلب.
¿ أمراض الكلى والكبد : يمكن أن يؤدي تعاطي الشبو إلى الإصابة بأمراض الكلى والكبد، مما يزيد من خطر التهاب الكبد والفشل الكلوي.
¿ نقص الوزن والتغذية: يمكن أن يتسبب تعاطي الشبو في فقدان الشهية وفقدان الوزن الشديد، مما يؤدي إلى التهاب الغدد الليمفاوية وضعف المناعة.
¿ مشاكل الجهاز التنفسي: قد يسبب تدخين الشبو مشاكل في الجهاز التنفسي، مثل التهاب القصبات والربو والالتهاب الرئوي.
¿ شحوب وجفاف الجلد والحكة وهشاشة العظام .
¿ تشوهات واضرار الاسنان و الفم واللثة.
الآثار النفسية لتعاطي الشبو
¿ الاكتئاب والقلق: يمكن أن يتسبب تعاطي الشبو في اضطرابات مزاجية جسيمة، مثل: الاكتئاب والقلق والهلع.
¿ الهوس والذهان: قد يسبب تعاطي الشبو اضطرابات نفسية خطيرة، مثل: الهوس والذهان والهلاوس والأوهام.
¿ العدوانية والعنف : يمكن أن يؤدي تعاطي الشبو إلى زيادة العدوانية والعنف والسلوك الإجرامي.
¿ الإدمان: يعتبر الشبو مادة مدمنة بشدة، مما يجعل المستخدمين يشعرون بالحاجة الملحة لتناول المزيد من المخدر للحفاظ على تأثيره وتجنب الاعراض الانسحابية.
¿ مشاكل النوم: يمكن أن يسبب تعاطي الشبو اضطرابات في النوم، مثل الأرق والكوابيس والنوم المتقطع.
علامات إدمان مادة الشبو
يمكن أن يكون من الصعب في بعض الأحيان اكتشاف مدمن مادة الشبو، حيث أن المدمن قد يحاول إخفاء إدمانه عن الآخرين، أو يمكن أن يكون لديه قدرة عالية على إخفاء الأعراض.
ومن بين الأشياء التي يمكن ملاحظتها عند الاشتباه بمدمن مادة الشبو:
1. التغييرات في السلوك: يمكن أن يشمل ذلك التغييرات في النوم والأكل والنشاط البدني والعمل، ويمكن أن يكون المدمن غير مهتم بالأنشطة التي كان يستمتع بها في السابق.
2. الأعراض الجسدية: يمكن أن يشمل ذلك الشعور بالتعب والصداع والدوار والغثيان وفقدان الوزن، وقد يكون لدى المدمن علامات على الجلد أو الوريد.
3. التغييرات في الشخصية: يمكن أن يشمل ذلك التوتر والاكتئاب والقلق والعدوانية والتغييرات المفاجئة في المزاج.
4. الانعزال: يمكن أن يتجنب المدمن الاتصال بالآخرين والانعزال عن العائلة والأصدقاء، وقد يتجنب الحضور إلى الأماكن العامة.
5. الأداء العام: يمكن أن يصبح المدمن غير قادر على القيام بمهامه اليومية بشكل جيد، ويمكن أن يؤدي الإدمان إلى تقليل الإنتاجية في العمل أو الدراسة.
وفي حالة الاشتباه بمدمن مادة الشبو، يجب البحث عن المساعدة الطبية والنفسية المناسبة، ويجب الحث على المدمن للحصول على العلاج المناسب لتجنب الأضرار الصحية والاجتماعية التي يمكن أن تنتج عن الإدمان على هذه المادة.
الوقايه والرعاية الطبية لمدمن الشبو
علاج إدمان الشبو يتطلب تعاون عدة اختصاصات طبية ونفسية لتقديم العلاج الشامل الذي يتناسب مع حالة المريض. وفيما يلي بعض الخيارات المتاحة لعلاج إدمان الشبو:
1.العلاج الدوائي: يستخدم العلاج الدوائي لتقليل الأعراض الانسحابية التي يمكن أن تحدث عند التوقف عن استخدام الشبو، ويمكن استخدام بعض الأدوية للمساعدة على السيطرة على الرغبة في استخدام الشبو.
2. العلاج النفسي: يشمل هذا النوع من العلاج عدة أساليب مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الجماعي والعائلي، ويهدف إلى مساعدة المريض على التعامل مع الأسباب النفسية والاجتماعية التي تدفعه إلى استخدام الشبو.
3. الدعم الاجتماعي: يمكن أن يشمل الدعم الاجتماعي العديد من الخيارات مثل الانضمام إلى مجموعات الدعم والمشاركة في برامج العلاج الجماعي، ويهدف إلى توفير الدعم اللازم للمريض من خلال الاتصال بالأشخاص الذين يعانون من نفس المشكلة.
4. الرعاية الطبية: يمكن أن يشمل الرعاية الطبية الإسعافية والعلاج الطبيعي والتغذية السليمة، ويهدف إلى إعادة تأهيل المريض وتحسين حالته الصحية العامة.
ويجب أن يتم اختيار الخيار الأنسب لعلاج إدمان الشبو وفقًا لحالة المريض ومدى تأثير الإدمان عليه. ويجب الاستمرار في العلاج والالتزام بالإرشادات الطبية حتى يتم التخلص من الإدمان بشكل نهائي.
تتضمن الرعاية الطبية لمدمن مادة الشبو عدة جوانب، وفيما يلي نعرض بعضها:
1. العلاج الإسعافي: في حالات الإدمان الحادة، يمكن أن يلجأ الأطباء إلى تقديم العلاج الإسعافي للمدمن، ويشمل ذلك إعطاء الأدوية المناسبة لتسكين الأعراض الانسحابية وتحسين حالة المريض.
2. العلاج الطبيعي: يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي على تحسين حالة المدمن، ويشمل ذلك التغذية السليمة وممارسة التمارين الرياضية والنشاطات البدنية الأخرى.
3. العلاج الدوائي: يمكن أن يستخدم العلاج الدوائي لمساعدة المدمن في التخلص من الإدمان، ويشمل ذلك استخدام الأدوية التي تساعد على تقليل الرغبة في استخدام الشبو وتسكين الأعراض الانسحابية.
4. العلاج النفسي: يمكن أن يساعد العلاج النفسي في تحسين حالة المدمن، ويشمل ذلك العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الجماعي والعائلي، ويهدف إلى مساعدة المدمن على التعامل مع الأسباب النفسية والاجتماعية التي دفعته إلى استخدام الشبو.
5. الدعم الاجتماعي: يمكن أن يساعد الدعم الاجتماعي في تحسين حالة المدمن، ويشمل ذلك الانضمام إلى مجموعات الدعم والتواصل مع الأشخاص الذين يعانون من نفس المشكلة، ويهدف إلى توفير الدعم اللازم للمدمن.
ويجب أن يتم تقديم الرعاية الطبية للمدمن بشكل شامل ومتكامل، ويجب تحديد العلاج الأنسب بناءً على حالة المدمن ومدى تأثير الإدمان عليه، ويجب الاستمرار في العلاج والالتزام بالإرشادات الطبية حتى يتم التخلص من الإدمان بشكل نهائي.
الوقاية والعلاج
للوقاية من مخاطر تعاطي الشبو والتعامل مع مشكلات الإدمان، يجب العمل على توعية الأفراد حول الأضرار الصحية والنفسية المرتبطة بهذا المخدر. كما يلزم توفير برامج علاجية فعّالة لمساعدة متعاطي الشبو على التغلب على إدمانهم وتحسين نوعية حياتهم. قد تشمل هذه البرامج:(العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج الأسري، والمجتمعي، والعلاج الدوائي).
بالإضافة إلى هذه البرامج العلاجية، يعتبر توفير التوجيه والدعم المستمر من المحترفين وأفراد الأسرة والأصدقاء عنصرًا حاسمًا لضمان التعافي المستدام لمتعاطي الشبو وتحسين جودة حياتهم.