
تكتسب التمارين التعبوية أهمية كبيرة في مسيرة التعليم العسكري، لذا تحرص كلية الملك خالد العسكرية على إجراء هذه التمارين للمستويات المختلفة من طلابها، حيث يتم فيها ربط المحتوى النظري للمواد العسكرية التي تلقاها الطالب في الفصول التعليمية بالتطبيق الميداني، ومن هذا المنطلق أجرت الكلية التمرين التعبوي (تمرين بدر) لطلاب المستوى الثالث، خلال الفترة من 22 ربيع أول إلى 04 ربيع الثاني 1442هـ، واستهدف التمرين تطوير مهارات القيادة والتخطيط، وتنفيذ العمليات التكتيكية.
وقد قام سعادة قائد الكلية المكلف اللواء محمد بن مرزوق الحبابي بزيارة مركز قيادة تمرين بدر، واستمع سعادته إلى شرح عن الفرضيات والخطط المعدة لذلك.
وبيّن قائد التمرين سعادة العقيد محمد بن ناصر العصيمي أن التمرين اهتم بأربعة مجالات، هي: مجال التكتيك، حيث تم التركيز فيه على الفرضيات والأوامر للعمليات التعرضية والدفاعية، ومجال الدوريات: حيث تم التركيز على دوريات: (الاستطلاع، والإغارة، والكمين)، وفي مجال الخارطة والملاحة البرية: تم التطبيق عمليًا لما تم دراسته في هذا المجال. وفي مجال الإشارة: تم إجراء تقييم عملي للطلاب على استخدام أجهزة الاتصال وعلى تطبيق قواعد وأصول المخابرة.
وأكّد سعادته أن قيادة الكلية حرصت على أن يتم تمرين هذا العام وفق الإجراءات الاحترازية لجائحة (كورونا)، فتم العمل على تقسيم كل فصيل إلى شعبتين، ويهدف هذا الإجراء إلى المحافظة على التباعد، كما تم التأكيد على ارتداء الكمامة أثناء تأدية التمرين. وعلى الرغم من هذه الإجراءات الاحترازية إلا أنها لم تكن عائقًا أمام الطلاب ومدربيهم على تحقيق الأهداف المرجوة من التمرين.
من جانبه أوضح مساعد قائد التمرين سعادة العقيد الركن خالد بن عبدالله النذير أن تمرين بدر هو المحصلة النهائية لجميع التمارين التعبوية التي تمر على الطالب خلال سنوات دراسته السابقة، والتي تؤصل لجميع المفاهيم والمعارف والدروس العسكرية التي تعلمها، والتي تمتزج بخبرات الزملاء المدربين الأكفاء لتنعكس على الطالب وتصقل شخصيته القيادية، وتكون له عونًا في حياته العملية المستقبلية، حتى يصبح عضوًا فعالًا وقائدًا مميزًا في وزارة الحرس الوطني، كما تكون له عونًا عندما يقوم بتمارين تعبوية مستقبلًا أو عندما يقوم بمهام رسمية في الميدان دفاعًا عن الدين ثم المليك والوطن.
وبيًن العقيد النذير أن التجهيزات للتمرين كانت كبيرة جدًا من خلال العمل على أحدث طراز من المشبهات، وأكّد أنهم من خلال العمل على هذه التقنية قد أضافوا للطالب إضافات كبيرة وجديدة، وكان تفاعله معها جيدًا، فقد قدّم عملًا مميزًا في التطبيقات العملية، كما أنه استطاع من خلال المشبهات التعامل مع عدة سيناريوهات، واستطاع أن يعكس كل ما تعلمه خلال سنوات الدراسة في هذا التمرين.
وأكّد سعادته على أهمية التمرين، وأن الهدف منه الوقوف على مكامن القوة لدى الطالب وتعزيزها، ومكامن الضعف والعمل على تصحيحها. وأشاد بما قدّمه الطلاب أثناء التمرين، والذي يعكس الجهد الكبير المبذول من المدربين الذين حرصوا على إيصال المعلومة بكل دقة إلى الطالب.

وتحدث العقيد الدكتور وليد بن راشد الشهري ضابط عمليات التمرين قائلًا:« إن تمرين بدر يأتي هذا العام في ظل ظروف استثنائية، لذا حرصت قيادة الكلية على أن يتم هذا التمرين في وقته المحدد مع الأخذ بجميع وسائل الوقاية، للوصول للأهداف النهائية للتمرين، ولذا فقد تم عمل سيناريو وفرضيات متعددة، وتم تنفيذها باستخدام التقنيات الحديثة (المشبهات) للوصول إلى أعلى درجات الواقعية، وإقامة مراكز للعمليات لإدارة المهام والفرضيات، للوصول للهدف النهائي للتمرين والمتمثل في إعداد قائد مميز ومتمكن مستقبلًا».
من جانبه أوضح المقدم فراج بن ماجد بن نادر ضابط إدارة التمرين أن تمرين بدر هو تتويج عملي لما تعلمه الطالب في الفصول الدراسية خلال سنوات الدراسة السابقة. وقدّم المقدم بن نادر شكره لقيادة الكلية على تسخير جميع الإمكانات والاهتمام بكل التفاصيل لإنجاز هذا التمرين على أكمل وجه.
وأكّد مدرب التكتيك الأقدم المقدم سطام بن نايف العتيبي أن التمرين يهتم بعدة موضوعات وعمليات تكتيكية، حيث يتعرف الطالب من خلال مجريات التمرين على الفرضيات وأوامر العمليات التعرضية والدفاعية، ويقوم كل طالب بممارسة عمليات التخطيط بشكل مفصل واستخدام الأدوات والوسائل المساعدة للوصول إلى درجة عالية من الإتقان.
وأشار الرائد هزاع بن بندر القحطاني مدرب الدوريات الأقدم أن تمرين بدر يركز في مجال الدوريات على تخطيط وتنفيذ دوريات الاستطلاع، ودوريات الإغارة، ودوريات الكمين، ويقوم كل طالب بتخطيط وتنفيذ هذه المهام.
يذكر أن التمرين قد أقيم هذا العام داخل الكلية باستخدام مشبهات التدريب، وذلك تطبيقًا للإجراءات الاحترازية الصحية.