
ذكرى البيعة…… ووطن يتقدم
بقلم: النقيب سعيد بن فهد بن دليم – مدير التحرير
يحتفل الوطن والمواطنون بكل فخر واعتزاز باستقبال البيعة الخامسة التي تشرق علينا، فعلى مدى السنوات الماضية من تلك البيعة المباركة، حققت المملكة قفزات تطورية وتحولات تنموية سابقت الزمن، مثلت نقلات نوعية على مستوى السباق الإقليمي والدولي، فعجلة التنمية والتطوير تسير بوتيرة متسارعة تشمل كافة أرجاء الوطن في مختلف الجوانب.
وعندما يحتفل أبناء الوطن بذكرى البيعة لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله) فإن ذلك يعني تجديد بيعتهم وانتمائهم لهذا الوطن باستكمال مسيرة البناء والتقدم والعمل على طريق تحقيق الإنجازات، والعزم على مواصلة رحلة الانطلاق نحو آفاق المستقبل بإنجازات شمولية هائلة ومشاريع تنموية وحضارية متنوعة تعزز من مكانة المملكة على خارطة العالم.
ومنذ إعلان سيدي خادم الحرمين الشريفين لـ:(رؤية المملكة 2030)، والمملكة تعيش حراكًا اقتصاديًا واجتماعيًا واسع المدى، وحيث تضمنت الرؤية خططًا اقتصادية واجتماعية لإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني السعودي وتطوير المجتمع عبر الكثير من الخطط والركائز الأساسية، ونظرًا للاهتمام البالغ من قيادتنا الرشيدة بالقوات المسلحة، والحرص على توفير ما تحتاجه إليه، لمواكبة عصر التقنيات والاعتماد على القدرات الوطنية في إنشاء صناعات محلية واعدة تفي بالكثير من احتياجات القوات المسلحة ، فقد وضعت ذلك هدفًا استراتيجيًا ضمن أهداف (رؤية المملكة 2030) بحيث يتم توطين الصناعات العسكرية بنسبة تزيد على 50% بحلول عام (1452هـ ــ 2030م) بإذن الله.
وقد أدركت القيادة الرشيدة أن الأثر الإيجابي لهذا الهدف لا يقتصر على مجرد تقليل الإنفاق العسكري فحسب، وإنما هناك الكثير من الأهداف التي سوف تحققها المملكة من خلال توطين الصناعات العسكرية، ومنها: الحفاظ على الأمن القومي، وعدم الاعتماد على الغير تجنبًا لأي ظرف طارئ، وتوفير فرص العمل لأبناء الوطن، والمساهمة في رفع الناتج المحلي ، والتصدير واستغلال المواد الخام .
وقد بدأت طلائع ( رؤية المملكة 2030 ) تظهر في هذا المجال، ففي 24 من رجب 1440هـ دشن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أول طائرة تدريب نفاثة من طراز هوك تم تجميعها وتصنيع عدد من أجزائها محليًا بأيادي كوادر وطنية، وهذا مؤشر إيجابي يأتي في إطار تمكين الصناعات الوطنية الحربية ودعم الاقتصاد الوطني وخلق وظائف نوعية، وما ذلك إلا ثمرة واحدة من ثمار البيعة المباركة التي يعجز المتابع عن إحصائها في جميع المجالات، وهذا ما يبعث على الفخر والاعتزاز بتلك الذكرى المباركة كلما حٌل موعدها من كل عام، والله نسأل أن يحفظ لنا قادتنا ويديم على وطننا نعمة الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار.